تصنيفات

تائبة من الشعوذة

هذه المقالة هي[part not set] من 11 سلسلة مقالات تجارب شخصية

كنت ممن وقعن في فخ التنمية البشرية لما يقارب ال١٥ عاما إلى أن من الله علي بفضله وكرمه وأزال الغشاوة عني فبت أرى الحقائق ماثلة أمامي، وأبصرت النور الذي بدد كل الظلمات.

ورسالتي هذه إلى كل من لا تزال عالقة في شباك الوهم وتظن أنها تحسن صنعا
افتحي عقلك ولا تنبهري بكل ما يقال،
كنت مكانك يوما، كلما سمعت كلاما مبهما ومصطلحات جديده معقدة شعرت بالتضاؤل أمامها
وكل مازاد التعقيد زادت قيمة المعلومه ومعناه أنني كمتلقية ببساطتي وسذاجتي لا أقدر على استيعاب مثل هذه العلوم، مما يعني أن علي الاجتهاد أكثر والمحاولة مرارا وتكرارا لكي أتمكن من الاستفاده منها!

كلمات ومسميات لم أسمع بها من قبل وما أنزل الله بها من سلطان (ماكروبيتك، علوم الطاقة، فينج شوي، علاج بألوان، هالة وشاكرات، علاج بالرنين المغناطيسي، طاقة الأحجار، الين واليانغ) دخلت معها إلى ظلمات بعضها فوق بعض حتى ظننت أني لست بخارجة منها!

كيف وصلت إلى هناك؟ الجواب بسيط للغاية قمت بعملية ذهنية فاشلة:
معلومه جديده = علم مثبت (وطبعا عقدة النقص لعبت دورا هاما في هذه المعادله فكل ما ياتينا من الغرب والشرق هو حتما أكثر علما ودقه وتطورا وفهما مما نعرف نحن)
غاب عني حينها قوله تعالى (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين)
أصبحت أدرك اليوم أن جهلي بديني وضعف إيماني وعدم معرفتي بآليات القراءة والبحث والعقل والتفكير هو ما جعلني فريسة سهلة لهذه الأفكار الخبيثة

والآن بت أطرح التساؤلات على كل من يتصدر لهذه المزاعم الكاذبة:
من أين لك هذا؟ وهل هو علم حقا؟
هات برهانك على ما تقول؟
من انت؟ من اين جئت؟ وكيف وصلت الى هذا المكان الذي شعرت فيه لضرورة التصدر للناس في صورة مرشد او مدرب؟
من الذي اخبرك ان لديك شيئا بحتاجه الاخرون؟
من الذي علمك ودربك وختم لك باحقية نقل ما لديك؟

ان ما يقولونه هو نتاج عجيب فاسد من معتقدات شرقيه وافكار غربيه، عجين لا هو متجانس ولا هو متناسق في نفسه، ثم كيف لشخص ما ان يعرفني بنفسي والكون من حولي وهو نفسه لا يفهم الغاية من خلقه ووجوده ولا علاقته بخالقه، هو بعيد كل البعد عن الفهم السليم للنفس البشريه والكون والوجود وعلاقة الاشياء ببعضها
ومصدر علمه أصلا مشكوك فيه هذا ان صح ان يسمى ما لديه علما وليس مجرد شعوذه لا فائده منها!

والآن بعد أن هداني الله وعدت أنهل من النبع الصافي والمصدر الذي لا ينضب أبدا وجدت الطمأنينة والأمان والراحة وبرد اليقين.

الحياة صعبة وشاقة والله عز وجل فهو لم يخلقنا عبثا ولم يتركنا في رحلة الحياة بلا زاد! بل علمنا كل ما نحتاج وعرفنا الغاية وأرشدنا الى الطريق وهدانا لما فيه الخير لأنفسنا ونجاحنا في الدنيا وفلاحنا في الآخرة.

إليك أختي أكتب هذه الكلمات لعل الله يفتح على بصيرتك فترين الحق حقا ويرزقك اتباعه

لا تغتري بكثرة السبل وتتبعيها فتحيد بك عن سبيل الله، ولا تركضي خلف السراب فإنه لن يرويك ولن يزيدك إلا ظمآ!

ندى عمار

تابع سلسلة المقالات