تصنيفات

ثم أتموا الصيام إلى الليل

يقول أحد مدعي الفهم من الروحانيين : ” ليه تقوم جاي عند المغرب وتفطر مين قال كده، ايه رأيكم لو قولتلكم نعمل التبين، الله قالك النص أهو( كلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الأسود، وفي الاخر قال ثم أتموا الصيام إلى الليل) يعني الليل دخل يعني في الغالب  لما جلست أشوفها كدا بعد غروب الشمس بنصف واحطياطي قول ساعة إلا ربع، مين قالك إلى المغرب او غروب الشمس، لا يوجد نص ديني في الأحاديث النبوية إلى غروب الشمس، لكن استنباط البشر قالك إلى غروب الشمس.

المخالفة: تحريف النصوص والأحكام.

اعتدنا خلال سلسلة شبهات وظلمات بعضها فوق بعض، طرح أحد المدعين وأكثرهم بروزا يأتي إلينا ليعلمنا من وحيه الذي يوحي إليه من جنود إبليس، ومن شبهات قد قام بجمعها من مخلَّفات الأذهان حتى يلقيها على أسماعنا.
فيتلوث بها من يتلوث، وينجو منها من ينجو بإذن الله.

فلو أتينا إلى شبهته التي ألقاها هي في حقيقتها تحريف لمراد النص، معتمدا على عقله القاصر  فقط في فهمه للنص ضاربا بعرض الحائط أصول تفسير القرآن الكريم.- أرجو الرجوع إلى حلقة ( مصادر التفسير) *
لمعرفة مصادر تفسير القرآن الكريم وما هي الشروط التي يجب ان تتوفر فيمن يجتهد في التفسير، وما هي الأدوات التي يجب أن يمتلكها.
فكل علم له أهله وأصوله ومصادره، فكيف بمثل هذا أن يقحم نفسه في علم لم يمتلك أدواته.

هناك مصادر لتفسير القرآن الكريم محددة ومعلومة.
وهي:

تفسير القرآن بالقرآن، تفسير القرآن بالسنة، تفسير القرآن بفهم السلف، تفسير القرآن بفهم التابعين، وتفسير القرآن بالدلالات الشرعية واللغوية.

مخالفة فهمه للمصدر الثاني لتفسير القرآن ( السنة الصحيحة)

فعن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ هَا هُنَا ، وَأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ هَا هُنَا ، وَغَرَبَتِ الشَّمْسُ ، فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ) متفق عليه

وفي الصحيحين عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :
(كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ وَهُوَ صَائِمٌ ، فَلَمَّا غَرَبَتْ الشَّمْسُ قَالَ لِبَعْضِ الْقَوْمِ : يَا فُلاَنُ ! قُمْ فَاجْدَحْ لَنَا – أي : اخلط السويق بالماء ، وحركه كي نشربه – فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! لَوْ أَمْسَيْتَ . قَالَ : انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا . قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! فَلَوْ أَمْسَيْتَ . قَالَ : انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا . قَالَ : إِنَّ عَلَيْكَ نَهَارًا . قَالَ : انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا . فَنَزَلَ فَجَدَحَ لَهُمْ ، فَشَرِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ قَالَ : إِذَا رَأَيْتُمْ اللَّيْلَ قَدْ أَقْبَلَ مِنْ هَا هُنَا فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ) . قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
“في الحديث استحباب تعجيل الفطر ، وأنه لا يجب إمساك جزء من الليل مطلقا ، بل متى تحقق غروب الشمس حل الفطر” انتهى .
“فتح الباري” (4/197) .

ومخالفته للمصدر الثالث للتشريع ( الإجماع):

أجمع علماء المسلمين على الفطر وتناول الطعام فور سماع أذان المؤذن لصلاة المغرب عند مغيب الشمس.

مخالفة فهمه للدلالة اللغوية والشرعية
نجد معنى الليل هو:
اللَّيْلُ : ما يَعقُب النهارَ من الظَّلام، وهو من مَغرِب الشمس إِلى طلوعها
اللَّيْلُ في لسان الشرع: من مَغرِبها إلى طلوع الفجر ويقابل النَّهارَ
وعندما يقال
صلاتا الليل: يقصد بهما صلاة المغرب وصلاة العشاء.

(..فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ) [يونس : 32]
عباد الله انظروا عمن تأخذون دينكم والله لن يغنوا عنكم من الله شيئا

                                  ✍️غادة شكري