تصنيفات

 

بسم الله الرحمن الرحيم

و الصلاة و السلام علي رسول الله صلي الله عليه و سلم

أما بعد…

فقد سجل لنا القرآن في كثير من آياته سنة الصراع و التدافع بين الحق و الباطل ؛ و سجل لنا كذلك طرفي هذا الصراع و أهله.  فوصف منهج  أهل الحق وأبان طريقهم ، وأرشد عباده و أوصاهم إلي إلتزام سبيلهم و لا يعوجوا عنه، فقال سبحانه و تعالي في أهل الحق أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ الأنعام: ٩٠  

و قد صح عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال” ضرب الله مثلا صراطا مستقيما وعن جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة وعلى الأبواب ستور مرخاة وعند رأس الصراط داع يقول استقيموا على الصراط ولا تعوجوا وفوق ذلك داع يدعو كلما هم عبد أن يفتح شيئا من تلك الأبواب قال ويحك لا تفتحه فإنك إن تفتحه تلجه . ثم فسره فأخبر أن الصراط هو الإسلام وأن الأبواب المفتحة محارم الله وأن الستور المرخاة حدود الله وأن الداعي على رأس الصراط هو القرآن وأن الداعي من فوقه واعظ الله في قلب كل مؤمن.”[1]

و لم يكتفي الحق تبارك و تعالي بتبين سبيل الحق فقط، بل أرشدنا و نبهنا لمخططات أهل الباطل و الزيغ، فبين صفاتهم و أظهر سبلهم و طرق غوايتهم  فقال أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ الأنعام: ٥٥ و صح عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال :”خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا ثم قال هذا سبيل الله ثم خط خطوطا عن يمينه وعن شماله وقال هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه ثم قرأ (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) الآية ” .[2]

 

و المتأمل لحال العالم اليوم بماديته الطاحنة و إلحاده العفن المنكر لوجود الخالق تبارك و تعالي و الجاحد للنبوات بتلاعب إبليس و جنوده بالبشرية جمعاء – إلا من رحم ربي من أهل التوحيد الخالص – فأوحي لهم نظريات الكفر و الإلحاد، فأصلوا لها و قعَّدوا ؛ووضعوا لأتباعهم الأصول التي يسيرون عليها و رسم لهم الخطوط العريضة بما لا يحيد عن الهدف المطلوب… و ليتخذوا منهم جنوداً لنشر دعوتهم الضاله، تاركين لهم حرية الإبداع و التجديد ضمن هذا الإطار الذي وضعوه لهم.

إلا أن هذا السبيل لم يجلب للبشرية إلا العناء و الألم؛ فبعد إنكار الإله و جحود النبوات و الكتب و نفي عالم الغيب بأكمله، والإقتصار علي ما هو مشاهد محسوس؛ أصبحت البشرية كالتائه بجسده في الصحراء، يلهث من شدة عطش روحه و اشتياقه لنور الوحي…

” و لما كانت أمة الاسلام خير الأمم بما أكرمها الله من الدين الكامل و النعمة التامة، كان من المتوقع أن تكون محصنة ضد خرافات الشرق و أباطيل الغرب، – و لكن للأسف – سرت بعض بضاعة القوم المزجاة الفاسدة إلي بعض عقول افراد الأمة في هذا الزمان، بسبب الجهل و ضعف التمسك بدينهم الحق، فكان منهم إقبال علي مثل هذه الضلالات، بل وجد منهم من يروج لها و يدعو اليها و يؤمن بمبادئها و أفكارها”[3]

و من هنا كانت فكرة إنشاء هذا الموقع كصيحة نذير للتنبيه من سبل الغواية و تلوناتها في زمننا المعاصر؛ و لكشف مخطط إبليس و سبل غوايته في عصرنا الحالي و تسترها وراء أفكار و عقائد ظاهرها فيه الرحمة و بطانها من قبله العذاب.

فكانت باكورة ما يقدمه الموقع فضح ما يسمي ” العلاج بالطاقة ” و مسمياته الأخري  من ريكي و برانا و تشي كونج و تاي شي و ما يعرف بمصطلح الهالة النورانية و الشاكرات و قنوات المريديان …الخ و ما تحويه من ممارسات منحرفة فتنت ورائها العديد من المسلمين و غير المسلمين؛ و التي تحمل في طياتها العديد من العقائد الفلسفية الوثنية المنحرفة و تصورات مشوهة لهذا الكون؛ نابعة من عقول حكمائهم التي لم تستنير بنور الوحي المعصوم.

 



[1] – مشكاة المصابيح – و صححه الشيخ الألباني رحمه الله . 

[2] – رواه أحمد والنسائي والدارمي و صححه الشيخ الألباني في تخريج الطحاوية. 

[3] – مقدمة فضيلة الشيخ: محمد صالح المنجد لكتاب “خرافة السر” تأليف الشيخ عبد الله العجيري – فلتراجع ان شئت المقدمة كاملة و الكتاب للفائدة.