تصنيفات

سلسلة مخالفات وشبهات يصدرها الفكر الوافد، عبر دورات تبدأ بالثقة بالنفس و تنتهى بالعلاج بالطاقة.

الشبهه الاولى ( الثقة بالنفس).

🔹️الثِّقة بالنَّفس: أي الاعتماد عليها

فعن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ : ” دَعَوَاتُ الْمَكْرُوبِ : اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو فَلا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ ، وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ ” .

انظر إلى نبيك صلى الله عليه وسلم يدعو (فلا تكلنى إلى نفسى طرفة عين)

♦️الموحد على يقين أنه ﻻ حول وﻻ قوة له إلا بالله.
♦️الموحد يستمد قوته من ذى القوة المتين .

🌑 من وُكِّل إلى نفسه طرفة عين وُكِّل إلى ضيعة؛ فعندما تثق فى نفسك ويُوكلك الله الى تلك النفس الضعيفة التى ﻻ تملك ضرا وﻻ نفعا، إنما وُكّلت إلى ضعف وعورة.

⬅️ السؤال الذي يطرح نفسه هل معنى هذا سأصبح شخصيه مهزوزة وشخصيه ضعيفة عندما أفقد الثقة بنفسى؟

👈🏻المؤمن الموحد ذو شخصية ثابتة شخصية متزنة شخصية مطمئنة.
لا يتمكن منه أى ضعف أو أى خوف، فقوته ليست مستمدة من نفسه الضعيفة بل مستمدة من القوي سبحانه،
وثباته مستمد من معرفته باسم ربه الوكيل (فهو سبحانه حسبنا ونعم الوكيل).

فمن حسن ظن العبد الموحد بربه أنه يعتقد أن له رب، نِعمَ من يُفوِّض إليه أمره كله، فيورث فى القلب الثبات والطمأنينة.

قال تعالى :
(الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)
النتيجة👈🏻 (فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ)
جائت الفاء معلنه السرعة في تحقيق المراد
(فانقلبوا بنعمة).

⬅️ والأن عليك الإجابة على هذا السؤال
أى ثقة رابحة، الثقة فى الله أم الثقة فى النفس؟؟؟

▪️وإن قلت: أنا أثق بالله وأثق بنفسي ‼️

◽أقول: إن كانت هناك ثقة بالله حقا فما موقع الثقة بالنفس من الإعراب؟!

فالثقة بالله عند الأخذ بالأسباب يصاحبها التبرؤ التام من حول الإنسان وقوته إلى حول الله وقوته مع الأخذ بالأسباب.

◾وقد يقول قائل أليس السعي أخذا بالأسباب لاكتساب المهارات والخبرات التي تمكننا من التفوق والنجاح يعتبر من العوامل التي تعزز الثقة بالنفس؟

🔹 لا نقول تعزيز الثقة بالنفس إنما هو اطمئنان، ولكن اطمئنان بماذا ؟؟؟ اطمئنان المؤمن بأخذه بالأسباب كي يستوفي شروط التوكل، فالاطمئنان هنا نابع من اتباع ما أمر به الشرع، لا من تحصيل الأسباب بذاتها.

◾وهناك أيضًا من يقول ليس معنى أن أثق بنفسي أني مغرور ولكن أثق أن الله أعطاني مواهب وقدرات.

⬅️هنا بيت القصيد …؛ هناك شعرة تفصل بين هذا وذاك

◽نعم أعلم من نفسي أن الله وهبني كذا وكذا، وهذا مما يعينني على أداء ما أريده من مهام، ولكن هل حتما أن هذه المواهب والقدرات الذي وهبني الله إياها تجعلني أتفوق وأنجح بشكل مؤكد لا ريب فيه،
أم أثق أنها لا تنفع إلا إذا أذن الله لها بالنفع، وأنها لا يمكن أن تنفع ما دام الله لم يأذن لها بالنفع.
وهذا يرجعنا مرة أخرى إلى أصل المسألة وهو التبرؤ من الحول والقوة إلى حول الله وقوته.

⬅️وبذلك لا نستطيع أن نقول (ثقة في النفس)، وذلك لأنها من الألفاظ الشائكة طبقا للقاعدة (الحكم على الألفاظ يكون باعتبار ظواهرها، لا باعتبار بواطن القاصدين)، فظاهر المصطلح الاعتماد على النفس. فإنما هى معرفة فقط بما وهب الله به العبد من مواهب أو قدرات، لا تجعلنا نثق بنفعها إلا إذا أذن الله لها بالنفع.

وهذا يورث مقام الذل للعبد لاستشعاره بالافتقار إلى الله وتحقيق مقام العبودية.وهذا على العكس تماما بما تقوم به تلك الدورات التى تغرس فى النفوس تعظيم النفس وتضخيم الذات فترتب على ذلك غرس الأمراض فى قلوب الموحدين والتفات القلوب عن الله.

اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.

✍️ غادة شكري