لا يزال مروجو تطبيقات و ممارسات العلاج بالطاقة يستدلون بكل ساقطة و لاقطة من أجل إثبات ما يروجون إليه من دجل و نصب و ضلالات تحت ما يسمي (العلاج بالطاقة الحيوية ) ؛ و في هذا البحث نتعرض لخدعة زائفة كبيرة طالما انتشرت في العالم أجمع خلال السنوات الماضية و هو ما يسمي بإسورة الطاقة أو ما يسمي بالـ – Power Balance- تلك الإسورة التي استغلها مروجو ممارسات الطاقة في أوطاننا العربية و الإسلامية من أجل التدليل علي صحة ما يسموه – العلاج بالطاقة – مستغلين عالمية انتشارها كدليل علي صحة ما يقومون بنشره في قنواتنا العربية و الإسلامية و دوراتهم المشبوهة من نشر ممارسات و أفكار و فلسفات الطاقة.
و في هذا المقال نكتشف حقيقة هذا الوهم المسمي بإسورة الطاقة التي انتشرت في أسواقنا العربية و الإسلامية…
أسورة الطاقة Power Balance
التعريف بها
هي أساور مطاطية مزودة بقطعة من البلاستيك يزعم أنها تحسن الصحة و تزيد الحيوية العامة للجسم عن طريق تحسين سريان الطاقة و تحقيق الاتزان في مجال الطاقة حول جسم الانسان. ادعت الشركة المصنعة لها أنها استخدمت تكنولوجيا “هولوجرافية” في عملية تصنيعها. و قالت أن هذه التكنولوجيا تسمح للسوار بالتناغم مع مجال الطاقة لجسم و زيادة القدرات الرياضية للجسم.
صورة لاسورة الطاقة Power Balance Wristband
تم الترويج لهذه الأساور عن طريق حملة اعلانية ضخمة شارك فيها العديد من مشاهير الرياضة مقابل أجر مادي مما كان له أثر بالغ في انتشار هذه الأساور بين الناس على أنها اختيار مشاهير الرياضيين لزيادة حيوية الجسم.
و استخدمت شركة Power Balance طريقة تسويقية و هي اجراء اختبار الوقوف على قدم واحدة مع الاحتفاظ بالاتزان عند استخدام اسورة الطاقة من أجل اقناع المستهلك بالنتائج الفورية لارتداء السوار و من ثم شراؤها. و ساعد هذا أيضا في خداع الآلاف لتصديق ادعاءات الشركة و شراء منتجاتها بل و توصيتها لعائلاتهم و أصدقائهم مما عاد على الشركة بأرباح خيالية.
ولقد وضعت الشركة هذا التعريف لمنتجها على موقعها الرسمي بعد أن افتضح أمرها في عدم وجود أي أساس علمي لها؛ مما أجبرها أن تصرح بأن هذه الأسورة تنبني على فلسفات الطاقة الكونية الشرقية – هكذا بكل صراحة -:
“The hologram is designed based on Eastern philosophies. Many Eastern philosophies contain ideas related to energy.”
و بسبب تحول اساور الطاقة هذه الى ظاهرة في الأوساط الرياضية و حتى بين الناس العاديين، نشرت صحيفة دايلي تيليجراف مقالا عن أساور الطاقة و عن المشاهير الذين يلبسونها. فذكرت منهم:
– ديفيد بيكهام
– كريستيانو رونالدو
– شاكيل أونيل لاعب كرة السلة
– مارك لويس فرانسيس العداء
– كيفين بيترون لاعب الكريكيت الانجليزي
و لكنها قالت نقلا عن المتحدثة باسم شركة Power Balance:
” للأسف، فانه لا يوجد أي دراسات علمية لأساور الطاقة.. ان استخدام الذبذبات (الترددات) لتحسين اللياقة الرياضية و الصحة يعود الى الفلسفة الصينية القديمة.”
اذاً، فما الحقيقة وراء أساور الطاقة هذه؟
لجنة المنافسة و المستهلك الاسترالية Australian Competition and Consumer Commission ACCC
هي سلطة قانونية شرعية استرالية مستقلة تأسست عام 1995 للمراقبة و الاشراف على الممارسات التجارية في استراليا. تشجعACCC المنافسة الحرة و الممارسات التجارية العادلة في السوق لصالح المستهلكين و المستثمرين و المجتمع. و هي أيضا تقوم بتنظيم صناعات البنية التحتية في استراليا. و هدفها الأساسي هو التأكد من أن الأفراد و المؤسسات تمتثل لشروط وقوانين الكومونويلث للمنافسة و التجارة النزيهة و حماية المستهلك. تتكون هذه القوانين من عدة فروع يخصنا منها القانون التالي:
قانون المستهلك الاسترالي: السلوك المضلل، السلوك المخالف للضمير، الممارسات غير العادلة، الشروط و الضمانات، أمان المنتج وصحةالمعلومات، مسؤلية المُصَنِّع للبضائع ذات العيوب و غير الآمنة، تمثيل دول المنشأ.
في ديسمبر 2010، أصدرت لجنة المنافسة و المستهلك الاسترالي تقريرا عن موضوع أسورة الطاقة بعنوان “Power Balance تعترف بعدم وجود أساس صحيح لادعاءاتها بخصوص أساور اليد و تعرض اعادة ثمن الأساور للمستهلك” و ذكرت اللجنة في التقرير:
” لقد ادعت شركة Power Balance أن الأساور التي تنتجها تحسن التوازن و القوة و المرونة و أنها تعمل بشكل ايجابي مع مجال الطاقة الطبيعي للجسم. و لقد عبرت اللجنة عن قلقها بأن هذه الادعاءات هي ادعاءات مضللة للمستهلك للتصديق بأن منتجات Power Balance لأساور الطاقة لها فوائد غير موجودة فيها.”
و قال رئيس اللجنة جرايمي صامويل: “يجب على موردي هذه المنتجات ضمان أنهم لا يقدمون هذه الادعاءات في حين أنه لا يوجد دليل علمي مؤيد لها.”
و ينصح السيد صامويل المستهلكين فيقول: “على المستهلكين الحذر من المنتجات المشابهة في السوق التي تقدم ادعاءات غير مؤكدة في حين أن فائدتها لا تتعدى كونها قطعة من المطاط.”
و نشرت اللجنة في موقعها أن الشركة قد اعترفت بعدم وجود دليل علمي موثوق فيه ولا أساس منطقي للفوائد التي يروجون لها عن منتجاتهم. و نشرت أيضا أن Power Balance قد اعترفت بأنها قد خالفت الجزء الخاص بالسلوك الخادع و المضلل لقانون الممارسات التجارية لسنة 1974.
و حذرت اللجنة – بصفتها ذات سلطة قانونية – بأنها سوف تتخذ اجراءاتها ضد أماكن البيع التي ستستمر في تقديم الدعاية المضللة لمنتجات أساور الطاقة Power Balance Wristbands.
أما عن اجراءات اللجنة ضد الشركة نفسها فلقد اتخذت ضدها ما يلي:
1- حظرت نشر الشركة أي ادعاءات بدون تقديم تقرير مكتوب من جهة اختبار مستقلة تخضع لمعايير محددة
2- ألزمتها بحذف كل دعاية مضللة من على موقع Power Balance الرسمي
3- نشر دعاية تصحيحية لمنع تضليل المستهلك في المستقبل
4- تغيير طريقة التعبئة الخاصة بالمنتج لمنع أي وسائل تضليلية
5- عرض اعادة الثمن الى المستهلك الذي يشعر أنه تم تضليله
6- حذف كلمة “Performance Technology” من على الأساور نفسها
أما بالنسبة لمن لا يزال يفكر في اختبار الاتزان و المرونة الذي يقنع الناس بفاعلية هذه المنتجات، فنقدم لهؤلاء الفيديو التالي.
ان نفس طرق الاحتيال هذه و غيرها تستخدم للترويج للكثير من منتجات الطاقة مثل الكريستالات و الخواتم ذات النقوشات العجيبة و حوامل الأكواب و سلاسل الطاقة و غيرها . و لعل من أشهرها في الفترة الأخيرة منتجات Amezcua التي تبيعها شركة التسويق الشبكي QNET و منتجات د.ابراهيم كريم المسماة بمنتجات التشكيل الحيوي أو البايوجيوميتري.
و لا يسعنا أن نقول إلا كما قال السيد صامويل، أن أيما تعددت مسميات هذه الخزعبلات فانها لا تزيد عن كونها حجارة و بلاستيك و ليس لأكثر من ذلك ولا تنفع بأكثر من ذلك. و يبقى استخدام المصطلحات و الادعاءات العلمية مجرد أكاذيب و طرق استدراج و يبقى الهدف منها هو نقودك .
مصادر
http://registers.accc.gov.au/content/index.phtml/itemId/964065