تصنيفات

وسائل الإعلام و دورها في نشر العلاج بالطاقه*

هذه المقالة هي[part not set] من 5 سلسلة مقالات تاريخ العداوة وسنة التدافع

فالطفل يطالع  الرسوم المتحركة المتأثرة بفكر “” العصر الجديد “”، والمراهق يقضي وقته في الألعاب الإلكترونية، والفتاة مع المجلات، والكبار مع الأفلام والمسلسلات . ولذلك نجد المصطلحات الشرقية كالـ( تشي ) والـ( شاكرات ) وغيرها معلومة عند كثير من هؤلاء .. ومن لم يتعرض لجميع ذلك أثناء حياته غزته الحركة من خلال دورات تنمية الذات وتطبيقات علاجية متنوعة تصنف ضمن تطبيقات الطب البديل . 

ذات الأثر الكبير على العالم العربي والإسلامي. وحينئذ لم يأل العلماء والمربون جهدا في التحذير من أخطار التأثر السلبي بالعالم الغربي وأنماطه المعيشية .

 إلا أن الغرب قد عايش – في السنوات الأخيرة – نقلة  نوعية ، تزامنت مع انتشار الفكر الباطني الذي روجت له حركة “” العصر الجديد “” و هي حركة باطنية نشأت في الغرب ، كان لها الدور الأبرز في نشر التطبيقات المعاصرة لفلسفة الاستشفاء الشرقية

إن هذه الحركة – وإن لم يكن لها أثر كبير على الصعيد الرسمي – اجتاحت المؤسسات الشعبية بكل قوة واندفاع ، فظهرت آثارها على كل من وسائل الإعلام ، ووسائل الترفيه ، وكثير من تطبيقات الطب التكميلي أو “” البديل “” .

 

ولعل من أهم سمات هذه الحركة هو ما تدعو إليه من إحياء العقائد الباطنية للديانات البائدة – وخاصة الشرقية منها – وتقديمها في ثوب عصري جديد . وبعد أن كان خطر التأثير الغربي محصورا – في الجملة – في ما يدعو إليه من الانحراف السلوكي والانحلال الأخلاقي ، أصبح اليوم متمثلا في الفكر الباطني القديم وكثير من الفلسفات الشرقية الملحدة ، وأصبح الغزو غزوا للعقائد والأفكار إلى جانب السلوك والأخلاق ، فكان الفرق بين خطر اليوم والأمس كالفرق بين الشرك والمعصية .

كما تستند تعاليم العصر الجديد إلى عدد من المعتقدات الخرافية تماما فإنها تعتمد علي دمج ديانات منحرفة مع بعضها مثل الهندوسية والبوذية والطاوية والشنتوية والشامانية والسحركما إنها لا تستند إلى أي وحي إلهي وتنكر تماما الوجود المطلق لله عز وجل حيث أن تعاليمها لا تستند إلى أي كتاب مقدس؛ وهذا ما يجعل منها حركة منحرفة لا تشمل أي معتقدات سماوية، بل تمثل في جوهرها حركة خاصة بذاتها لذلك فإنه يمكن لأي شخص إضافة أي معتقد لهذه الديانة الخرافية أو إزالة أي معتقد منها وفقا لما يشاء.

إن وسائل الإعلام والترفيه ليست من الوسائل الجديدة للتأثير ، ولا يخفى خطرها على عوام الناس فضلا عن خواصهم ، فالجميع متأهب لدفع ما يعرض فيها مما يخالف الأخلاق القويمة والاعتقاد الصحيح  ، أما الدورات التنموية والطرق العلاجية فهي في معزل عن تلك الحيطة ، إلا من عدد قليل من العلماء وطلبة العلم الذين تنبهوا لهذا الخطر الجسيم ، وراحوا يحذرون منه بجهود فردية متفرقة . ومن هنا تأتي أهمية تناول هذا الموضوع علي صفحات موقع متخصص للرد و التصدي علي هذه الإنحرافات .

 


*هذه المقالة مقتبسة من مقدمة رسالة الماجيستير للدكتورة هيفاء الرشيد بتصريف

 

 

 

تابع سلسلة المقالات