تصنيفات

رسالة لأولي الألباب

هذه المقالة هي[part not set] من 3 سلسلة مقالات رسالة لأولي الألباب

(أَتَسۡتَبۡدِلُونَ ٱلَّذِی هُوَ أَدۡنَىٰ بِٱلَّذِی هُوَ خَیۡرٌۚ)

نماذج من دورات التنمية البشرية توضح الخلط الحاصل بين المصطلحات والمفاهيم وتقديم باطل مختلط بحق ومن ثم تقديمه في جعبة واحدة. فهناك كثير من الأمثلة التي يتضح فيها هذا الخلط، لعلنا نذكر منها البعض

1_ في دورة تدور حول العلاقات الأسرية استمرت المدربة في تلك الدروة تأصل لمبدأ ( أن كل شيء يفعل في الحياة من أجل الحصول على السعادة)،
وهناك من يقول (أنت ما خلقت إلا من أجل السعادة)


⬅️ نجد فيما طُرحَ عن مفهوم السعادة أنهم جعلوا السعادة هي الغاية التي يتحرك الإنسان من أجلها؛ وغفلوا عن أن السعادة ليست غاية وإنما هي ثمرة من ثمرات العبودية لله سبحانه وتعالى.
يقول الله تعالى: (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ). وقال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ).
فخروجي لله ومُكثي لله وكلامي لله وسكوتي لله….. والشعور بالسعادة من عدمه ليست هي الغاية لأننا في دار عمل وليس في دار جزاء. وبالرغم من ذلك فإن الرب كريم والرب شكور، لابد أن يخلف على قلوبهم خيرا من رضا وانشراح صدر ويشكر أعمالهم فالشكور: الذي يعطي المتحملين من أجله جزيل الثواب.
قال تعالى: (مَنۡ عَمِلَ صَـٰلِحࣰا مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤۡمِنࣱ فَلَنُحۡیِیَنَّهُۥ حَیَوٰةࣰ طَیِّبَةࣰۖ وَلَنَجۡزِیَنَّهُمۡ أَجۡرَهُم بِأَحۡسَنِ مَا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ)
فمن جمع بين الإيمان والعمل الصالح ﴿فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً﴾ وذلك بطمأنينة قلبه، وسكون نفسه، وعدم التفاته لما يشوش عليه قلبه، ويرزقه الله رزقا حلالا طيبا من حيث لا يحتسب.
فشرف المؤمن في عبوديته لله عز وجل.

      ..............

2_ يقول مدرب في دورة عن مفهوم الجودة للداعية إلى الله: “إن الذي يحدد جودة الداعية هو مدى قبول الناس له، فإذا حقق قبول عالي لدى الناس فقد حقق جودة عالية في الدعوة، وإذا لم يحقق هذا القبول لدى المدعوين فليس ذو جودة عالية.”

⬅️ الداعية إلى الله يجب أن يكون قلبه موجه إلى الله عز وجل فقط، إذا التفت قلب الداعية إلى تحقيق أكبر قبول لدى الناس، أو كيف ينال إعجابهم، وكيف يفعل كذا وكيف يفعل كذا لتحقيق هذه الجودة، فأصبح قلب هذا الداعية قبلته الناس لا رب الناس.
فأين الإخلاص؟! وكيف أُخلِّص عملي من الالتفات عن الخلق بمثل هذه الدورة؟!

وأين حديث النبي صلّي الله عليه وسلم: (عُرِضتْ عليّ الأممِ، فرأيتُ النبيَّ ومعه الرُّهيْط، والنبيَّ ومعه الرجلُ والرجلان، والنبيَّ وليس معه أحدٌ،..) فهل النبي الذي يأتي معه الرجل الواحد أو يأتي وليس معه أحد إن صح القول هل لم يحقق الجودة؟!!!!!!!!

       ...............

3_ ودورة ثالثة يطلب المدرب من الحاضرين أن يغمضوا أعينهم وهم جالسون على مقاعدهم ويتخيلوا أن تحت أقدامهم سلة مهملات يقومون بإلقاء الهموم والأحزان والتجارب السلبية في هذه السلة، وظل الحاضرون يقومون بنزع الهموم بأيديهم من رؤسهم ويلقونها فيها. مدرب اخر يطلب منهم كتابة المشاكلات في ورقة ثم يقومون بتقطيعها.


فظن بذلك أنه حل المشكلة فيخرج الشخص إلى الواقع ليصطدم بالحقيقة، وذلك لجهله بالسنن الكونية، ومنهج رب العالمين الذي يجعله على بصيرة أن الانسان خلق في كبد (ولقد خلقنا الإنسان في كبد)

         ✍️ غادة شكري
تابع سلسلة المقالات