تصنيفات

رسالة لأولي الألباب

هذه المقالة هي[part not set] من 3 سلسلة مقالات رسالة لأولي الألباب

(اتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير)

◀️ المنهج الربَّاني

عندما أخبرنا الله عن الحياة الطيبة ولمن تكون قال سبحانه (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
إذن الحياة الطيبة التي نسعى للوصول إليها لا تكون إلا من خلال المنهج الربَّاني (الكتاب والسنة) أفعل وﻻ تفعل.

فكيف نبحث عن أساليب الحياة الطيبة عند من ﻻ يملكونها؟!!

🔹 فإلى من يبحث عن فن التعامل مع الآخرين

لديك آية في كتاب الله عز وجل تكفيك، قال الله تعالى: (أَوَمَن كَانَ مَیۡتࣰا فَأَحۡیَیۡنَـٰهُ وَجَعَلۡنَا لَهُۥ نُورࣰا یَمۡشِی بِهِۦ فِی ٱلنَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُۥ فِی ٱلظُّلُمَـٰتِ لَیۡسَ بِخَارِجࣲ مِّنۡهَاۚ) [سورة الأنعام: 122]
قوله تعالى: ﴿أَوَمَنْ كَانَ﴾ من قبل هداية الله له ﴿مَيْتًا﴾ في ظلمات الكفر، والجهل، والمعاصي، ﴿فَأَحْيَيْنَاهُ﴾ بنور العلم والإيمان والطاعة، فصار يمشي بين الناس في النور، متبصرا في أموره، مهتديا لسبيله، عارفا للخير مؤثرا له، مجتهدا في تنفيذه في نفسه وغيره، عارفا بالشر مبغضا له، مجتهدا في تركه وإزالته عن نفسه وعن غيره.

⬅️ فمن يبحث عن فن التعامل يحتاج إلى نور العلم بالكتاب والسنة، نور الإيمان الذي من ثمرته النور الذي يمشي به بين الناس متبصرًا، ومسددًا، وموفقًا في التعامل معهم.

       ----------------

🔹 وإلى من يريد كسب محبة الآخرين ويتردد على الدورات من أجل تعلم مهارات كسب القلوب.

⬅️الذي يجعل لك الود في قلوب العباد هو الله وحده.
يقول الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا) [سورة مريم: 96]
وحديث النبي صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ، فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ. ثُمَّ يُنَادِي فِي السَّمَاءِ فَيَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ. قَالَ: ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ….”
فإلى من أراد كسب القلوب لا ينبغي له أن يطلبها إلا من مالكها سبحانه -الملك-، فهي بين أصبعيه، يقلبها كيف يشاء.


🔹 إلى من يبحث عن فن التعامل في الحياة الزوجية

لديك منهج ربَّاني في أسس بناء تلك العلاقة ومقوماتها وكيفية التعامل بين الزوجين، وتعريف كل فرد منهما ما له وما عليه.. بل ويحدد لنا من البداية الأسس والمعايير التي يُبنى عليها اختيار كل منهما للآخر.
قال النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة: (تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، وجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك). رواه البخاري ومسلم
وقال صلى الله عليه وسلم: ( إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ ، وَفَسَادٌ عَرِيضٌ ) حسنه الألباني.

قال تعالى: {وَمِنۡ ءَایَـٰتِهِۦۤ أَنۡ خَلَقَ لَكُم مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ أَزۡوَ اجࣰا لِّتَسۡكُنُوۤا۟ إِلَیۡهَا وَجَعَلَ بَیۡنَكُم مَّوَدَّةࣰ وَرَحۡمَةًۚ إِنَّ فِی ذَ ⁠لِكَ لَـَٔایَـٰتࣲ لِّقَوۡمࣲ یَتَفَكَّرُونَ} بما رتب على الزواج من الأسباب الجالبة للمودة والرحمة.

ولو ذكرنا المواقف التربوية من الكتاب والسنة واستخلصنا أسس ومبادئ لحل المشكلات الزوجية لم يتسع المقام لذكرها.

▪️ولو تناولنا على سبيل المثال مشكلة واحدة كمشكلة النقد المستمر سواء من الزوج أو الزوجة وكيف يجدا ضالتهما في كتاب الله وسنة نبيه كما في مثل هذه المشكلة.

⬅️ يقول الله تعالى: (وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ)، وقد علَّمنا الله جلَّ وعلا في كتابه: (وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّ…)
وكيف يعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم الرفق في قوله صلى الله عليه وسلم:(من يحرم الرفق يحرم الخير كله) صحيح مسلم
وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: ((ما عاب رسول الله ﷺ طعامًا قط، إن اشتهاه أكله، وإن كرِهه تركه))؛ متفق عليه
وعن أنس -رضي الله عنه- قال: خدمت النبيﷺ عشر سنين، فما قال لي: أف قط، ولا: لم صنعت؟ ولا: ألا صنعت؟ .رواه البخاري.

رسالة لأولي الألباب⬅️ أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير.

                   ✍️ غادة شكري
تابع سلسلة المقالات