تصنيفات

هذه المقالة هي[part not set] من 32 سلسلة مقالات سلسلة أصلها ثابت

علينا أن ننتبه الى كلمة شركيات فليس كل ما يطلق عليه شرك يعتبر شرك أكبر مخرج من الملة، ولكن هناك شرك أكبر وهناك شرك أصغر وهناك بدعة وهناك مُحرَّم ليس بشرك وليس ببدعة.

كما أنه لا يصح أن يُطلق على من أتى بعملٍ كفري أو قول كفر أنه كافر ولكن نُطلِق على الفعل نفسه أنه فعل كفر أو على القول أنَّه قول كفر.

لذلك نضع بين أيديكم هذه الضوابط.

[1]

[2]

لايمكن أن يستقيم للمرء إسلام مالم يؤمن بوجود الله، وهو ما اتفقت عليه جميع الأديان ذات الأصول السماوية. ولكن يتميز المعتقد الإسلامي عن غيره من العقائد المنحرفة باعتقاد كمال الوجود الإلهي، فوجوده جل جلاله قائم بذاته، غير مسبوق بعدم، متميز عن وجود غيره.

أما المقابل الفلسفي لمفهوم الإله فهو مايعبر عنه بـــ”المطلق”، وتختلف مسمياته باختلاف الخلفيات الفلسفية، فهو الـــ(الطاو) عند طاوية الصين، وهو الـــــ(براهمان) عند الهندوس والبوذيين.

ولكن الاعتقاد بـــــ”المطلق” ينسب إليه التدبير والإيجاد والقدرة، فكانت النتيجة هي إنكار وجود الإله الحق أو على أقل تقدير إثبات خالق معه. فقد أشار غير واحد من فلاسفة الشرق إلى عدم تضمن فلسفتهم إثبات وجود الإله – بل من المعلوم إنكارها له.[3]

لقد بنيت الفلسفة الشرقية على مبادئ إلحادية فاسدة تتعارض مع أساسيات التوحيد وخصائص الربوبية التي هي: الخلق والملك والتدبير.

فقضية الخلق التي هي أخص خصائص الربوبية لا ينسبها فلاسفة الشرق إلى الله تبارك وتعالى -بل تعتمد على الاعتقاد بالتنسل والتولد غير المقصود …
إن فلسفتي (الين يانغ) والعناصر الخمسة تعتمد على مبدأ النشوء المعتمد على غيره، فليس هناك ناشئ عن العدم -وهوالمخصوص بالخلق- بل الكل متولد عن
سابق[4]


السؤال

تكرما أبغى شرح مختصر وواضح للين واليانغ يحطو ذي الصورة ومعاها عبارات حلوة عن الخير والشر.

الإجابة

إن (الين) و (اليانغ) ترتبط أساساً بتفسير نشأة الكون؛ ثم تم دمجها في الفلسفة الطاوية، حيث يزعمون أن الطاو كان هو الأبدي الأول، ثم تولد منه (الين) و (اليانغ).
وهي ذات تعلق واضح بالاعتقاد، وهو ما لا يمكن تجاهله أو إغفاله؛ فهي صورة واضحة من صور الإلحاد وإنكار الإله .
إن بداية الوجود – بناء على هذه الفلسفة – ناتج عن العدم ، ومتولد عن كتلة غامضة دون وعي منها أو إرادة في نظرية تشبه – كثيرا – نظرية الفيض عند فلاسفة اليونان ومن تبعهم من فلاسفة العرب.
للاستزادة كتاب التطبيقات المعاصرة لفلسفة الاستشفاء الشرقية للدكتورة  هيفاء الرشيدص١٦٧ – ص١٩٥.[5]

تعرضنا في الباب الأول بشئ من التفصيل عن مزاعم الطاقة وحقيقتها
يمكنك الرجوع إليها

من أصول الأسماء الحسنى التى تجمع فى دلالاتها معاني سائر أسماء الله ثلاثة أسماء هي، “الله، والرب، والرحمن”

فاسم الله متضمن لصفات الألوهيه.

واسم الرب متضمن لصفات الربوبية.

واسم الرحمن متضمن لصفات الإحسان والجود، والبر.

وقد اجتمعت هذه الأسماء الثلاثة فى سورة الفاتحة أم القرآن وبُنيت السورة على: الإلهية، والربوبية، والرحمة.

فقوله سبحانه وتعالى (رَبِّ الْعَالَمِينَ) توحيد ربوبية

وقوله (الرحمن الرحيم) توحيد أسماء وصفات

وقوله ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) توحيد الوهية، أي: نخصَّك وحدك بالعبادة والاستعانة.

فكأنه يقول: نعبدك، ولا نعبد غيرك، ونستعين بك، ولا نستعين بغيرك، فهو المحمود في ألوهيته وربوبيته.

ما العلاقة بين لفظ الجلالة (الله) والعبادة؟

(الله) أصلها (إله)، والفعل من (إله) هو التأليه، والتأليه معناه التعلق والتعظيم اللذان يورِّثان الذل، والذل يورِّث العبادة، إذن الله أصلها (الإله) وهو يعني المعبود .
فعندما نقول لا إله إلا الله أي:

  • لا أتعلق إلا بالله.
  • لا أطلب إلا من الله.
  • ليس لى أحد سواه.
  • لا أرجو إلا الله.
  • لا أحمل هما إلا رضاه.
  • لا أخشى إلا الله.
  • لا انتظر نفعا الا من الله.
  • لا يملك نفعى ولا ضرى إلا الله.
  • لا يلتفت قلبى إلا لله.

ولهذا قال النبيﷺ ” أفضل ما قلت أنا والنبيين من قبلى لا إله إلا الله “

لماذا تؤلهه وتتعلق به وتعظمه -سبحانه وتعالى-؟

لأن له أوصاف العظمة والكبرياء، لأنه المتفرِّد بالقيوميَّة والربوبية والملك والسلطان .

لأن كل أحد ينام، وكل أحد ينشغل عنك، وكل أحد يغفل عنك في لحظة، وهو -سبحانه وتعالى- وحده لا شريك له لا تأخذه سِنة ولا نوم، لا يغفل عنك، قائم عليك، قائم على كل نفسٍ بما كسبت، فكأنه يُقال لك: لماذا تتعلق بمن هو مصدر لإيذائِك؟! لماذا تتعلق بمن هو عبد ضعيف تأخذه السنة والنوم؟ فلا تتعلق إلا بمن وصْفُه الكمال.

كلما أردت أن تفهم معنى الله أعد على نفسك آية الكرسي .

فلماذا يجب أن تعتقد أنه لا إله إلا الله؟

(اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُو) أي: لا إله لي أُعظِّمه إلا الله، حيُّ لا يموت والإنس والجن يموتون، لا تأخذه سِنة ولا نوم، وأي أحد في الدنيا ممن ينفعك لابد أن تأخذه السِنة والنوم.


أيضًا (لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْض) أي أن كل الناس حولك مهما كان معهم من مُلك لكنهم لا يملكون لك كل ما تريد، فلا يملكون لك ردَّ القضاء ولا الشفاء، ولا يملكون لك صلاح الأبناء أو الزوج، لكن مَن يملك هذا كله؟ ……يملكه الله.

إذن لماذا تؤلِّه الله وتتعلق به ولا تتعلق بغيره؟ لأن كل مراداتك مُلك لله، فكل ما تريد يأتيك بإذنه بأيسر ما يكون وأحسن ما يكون وأكمل ما يكون في الوقت المناسب وبالصورة المناسبة.

في المقابل قد تسأل أحداً مِن أهل الدنيا تُذَلُ له فلا يعطيك، وإن أعطاك، أعطاكَ بمِنة، وربما أعطاك الفتات!  فلماذا تقف عند باب الناس وأنت تعلم أنهم لا يملكون على وجه الحقيقة؟!، فيكون هذا الذي تعلقت به سببًا لبلائِك.

(يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ) أي: ما مضى وما يُستقبل منها، فعلمه تعالى محيط بتفاصيل الأمور، متقدمها ومتأخرها، بالظواهر والبواطن، بالغيب والشهادة، والعباد ليس لهم من الأمر شيء ولا من العلم مثقال ذرة إلا ما علَّمهم تعالى، ولهذا قال: (وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ) وهذا يدل على كمال عظمته وسعة سُلطانه.

(وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ) إذا كان هذه حالة الكرسيِّ أنه يسع السماوات والأرض على عظمتهما وعظمة من فيهما، والكرسي ليس أكبر مخلوقات الله تعالى، بل هناك ما هو أعظم منه وهو العرش، وما لا يعلمه إلا هو، وفي عظمة هذه المخلوقات تتحيَّر الأفكار كيف بعظمة خالقها ومبدعها، والذي أودع فيها من الحِكَم والأسرار ما أودع، والذي قد أمسك السماوات والأرض أن تزولا من غير تعب ولا نصب فلهذا قال: (وَلَا يَئُودُهُ) أي: يُثقِله (حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ) بذاته فوق عرشه، العلي بقهره لجميع المخلوقات، العلي بقدره لكمال صفاته (الْعَظِيمُ) الذي تتضائل عند عظمته جبروت الجبابرة، وتصغر في جانب جلاله أنوف الملوك القاهرة، فسبحان من له العظيمة والكبرياء والقهر والغلبة لكل شيء.

فكلما قرأت آية الكرسي وكلما رُدِّدت عليك تذكر: لماذا ليس لك إله إلا الله؟ لأنه هو وحده الموصوف بهذه الصفات العلى سبحانه تبارك اسمه ولا إله غيره.

فما ذُكر هذا الاسم عند خوف إلا أزاله

فمن أسماء الله المؤمن …والمؤمن هو الذي ينزل السَّكِينة والطمأنينة فى قلوب عباده الموحدين…هو الذي يؤمِّنهم…. فكم نحتاج إلى هذا الأمان وسط كل هذا القلق الذي نعيشه تجاه كل شئ؟!

وما ذكر عند كرب إلا كشفه...فلا يكشف الكرب الا الله

فمعنى لا إله إلا الله أي لاإله غيره …ليس لى أحد غيره .. أتعلق به وأحبه وأعظِّمه وأستعين به وأستغيث به …. ليس لى أحد يكشف عنى ما أنا فيه … أطلب منه الرزق…فأُظهر له عجزى وحاجتى… وشكواي إلا الله سبحانه عليم بكل شئ…
فلا أطلب ولا أرجو ولا آوى ولا ألجأ ولا أنتظر من أى أحد إلا الله
لا إله…يعنى ليس عندى… إلا واحد هو الله.

 فلا مستوحش إلا آنسه

سبحانه فإذا ضاق عليك صدرك ….وحولك مِن الناس مَن حولك لا يستطيعوا أن يفعلو لك شئ….. إلا أن يفرج عنك الله

ولا مغلوب إلا أيده

فعندما تشعر بالقهر والهزيمة والضعف

وتتذكر قوله تعالى: (فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ) فما هى النتيجة ؟؟؟(فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ (11) وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (12) وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ (13) تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاء لِّمَن كَانَ كُفِرَ ) سورة القمر

ولامضطر إلا كشف ضره

قال تعالى: (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ) النمل ٦٢، وذلك إذا قام القلب مقام المضْطَرَّ.

وسنتناول بإذن الله اسم المجيب خلال الفصل القادم وأن الله يجيب دعوة المُضْطَرَّ ولو إن كافراً فما بالنا إن كان موحداً، فهو الإسم الذي تُكشف به الكُربات وتُستنزل به البركات. وهو الاسم الذي تُستدفع به السيئات وتُستجلب به الحسنات وهذا كله قائم على الاعتقاد في الاسم وترسيخ معناه في القلب.[6]


[1] من شرح كتاب التوحيد” للشيخ الدكتورخالد بن عبد العزيز الباتلي

[2] من شرح كتاب التوحيد” للشيخ الدكتورخالد بن عبد العزيز الباتلي

[3] د.هيفاء بنت الرشيد بتصرف.

[4] د. هيفاء الرشيد- بتصرف

[5] المجيب: أ. سجى بنت سعد المطلق باحثة دكتوراه في العقيدة والمذاهب المعاصرة، كلية التربية بالمزاحمية قناة اسأل البيضاء :https://t.me/ask_albaydha

[6] شرح الاستاذة أمنية بنت محمد لكتاب فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر

تابع سلسلة المقالات