تصنيفات

يقول:(وإنك بمجرد ما تفكر في الشئ هيحصل لإن ده من سماتك أصلا، أول ما تتخيل شئ هيصبح واقع).

وهنا خلط هذا المدعي بين أمرين:

  • بين حال المؤمنين في الجنة وثواب الله لهم فيها جزاءا بما كانوا يعملون وبين قانون الجذب الذي لا يقوم على عمل سواء التفكير على النعيم، وعدم التركيز على الرعب والفزع.

قال تعالى:جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ ْ﴾ أي: مهما تمنته أنفسهم وتعلقت به إرادتهم حصل لهم على أكمل الوجوه وأتمها، فلا يمكن أن يطلبوا نوعا من أنواع النعيم الذي فيه لذة القلوب وسرور الأرواح، إلا وهو حاضر لديهم، ولهذا يعطي الله أهل الجنة كل ما تمنوه عليه، حتى إنه يذكرهم أشياء من النعيم لم تخطر على قلوبهم.
فتبارك الذي لا نهاية لكرمه، ولا حد لجوده الذي ليس كمثله شيء. تفسير السعدي
قال تعالى: ( وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ) .{فصلت:31}.

◽️فهذا خلق الله للمؤمنين في الجنة جزاء بما كانوا يعملون.

  • أما قانون الجذب المزعوم ذو الفلسفة الإلحادية الذي تم بيانه في الرابط السبق، والذي بدوره يعتبر منازعة لله عز وجل في ربوبيته في خلق قدر الإنسان في الدنيا والآخرة.

يقول الله تعالى: { قُلۡ مَن رَّبُّ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِ قُلِ ٱللَّهُۚ قُلۡ أَفَٱتَّخَذۡتُم مِّن دُونِهِۦۤ أَوۡلِیَاۤءَ لَا یَمۡلِكُونَ لِأَنفُسِهِمۡ نَفۡعࣰا وَلَا ضَرࣰّاۚ قُلۡ هَلۡ یَسۡتَوِی ٱلۡأَعۡمَىٰ وَٱلۡبَصِیرُ أَمۡ هَلۡ تَسۡتَوِی ٱلظُّلُمَـٰتُ وَٱلنُّورُۗ أَمۡ جَعَلُوا۟ لِلَّهِ شُرَكَاۤءَ خَلَقُوا۟ كَخَلۡقِهِۦ فَتَشَـٰبَهَ ٱلۡخَلۡقُ عَلَیۡهِمۡۚ قُلِ ٱللَّهُ خَـٰلِقُ كُلِّ شَیۡءࣲ وَهُوَ ٱلۡوَ ٰ⁠حِدُ ٱلۡقَهَّـٰرُ }
فمعنى خَلَق: أي أوجده من العدم، وهذا لا يكون إلا لله سبحانه وتعالى.
فالخلق من الأفعال التي يختص الله عز وجل بها.

أما قوله: “بمجرد ما تفكر في الشئ هيحصل لإن ده من سماتك أصلا”

◀️ ادعاء مصادم لنصوص الوحي، ثم للحقائق العلمية المثبتة.

من سمات الإنسان أنه مخلوق لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا.
قال تعالى: {وَخُلِقَ ٱلۡإِنسَـٰنُ ضَعِیفࣰا }
قال تعالى: { یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّاسُ أَنتُمُ ٱلۡفُقَرَاۤءُ إِلَى ٱللَّهِۖ }
قال تعالى:{ وَلَمۡ یَكُن لَّهُۥ شَرِیكࣱ فِی ٱلۡمُلۡكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَیۡءࣲ فَقَدَّرَهُۥ تَقۡدِیرࣰا }
قال الشيخ السعدي: وهو المالك وغيره مملوك، وهو القاهر وغيره مقهور وهو الغني بذاته من جميع الوجوه، والمخلوقون مفتقرون إليه فقرا ذاتيا من جميع الوجوه؟”
وكيف يكون له شريك في الملك ونواصي العباد كلهم بيديه، فلا يتحركون أو يسكنون ولا يتصرفون إلا بإذنه فتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا،
﴿وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ ْ﴾ شمل العالم العلوي والعالم السفلي من حيواناته ونباتاته وجماداته، ﴿فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا ْ﴾ أي: أعطى كل مخلوق منها ما يليق به ويناسبه من الخلق وما تقتضيه حكمته من ذلك..انتهى

فلا يستطيع الإنسان أن يخلق قدره، بمجرد التفكير وفرضا إن كان هذا الإدعاء الباطل- قانون الجذب- صحيح، واستطاع الإنسان جذب ما يريد، فربما الأمر الذي جذبه له نكبة في حياته أو في آخرته أو كلاهما، فليس لدى الإنسان العلم أن ما جذبه سيكون صالح له في حاضره ومستقبله، وليس لديه من الحكمة على اختيار الصالح له، فسبحان الحي القيوم الذي وسع كل شئ علما.

واختم بقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَعَلَّقَ شيئا وُكِلَ إليه».
فكيف إن وكلك الله إلى نفسك الضعيفة؟!

                      ✍️غادة شكري