تصنيفات

هذه المقالة هي[part not set] من 61 سلسلة مقالات بحث سبيلي حول العلاج بالطاقة

يدندن مروجو تطبيقات العلاج بالطاقة حول مصطلح العناصر الخمسة كثيراً؛ كما يبنون عليه كثير من تشخيصاتهم و أسلوب علاجهم؛ و كما مر بنا في فلسفة الـ ( ين يانغ ) و أنه ناتج من تصور عقدي؛ فكذلك الحال مع فلسفة العناصر الخمسة.

نشأت فلسفة العناصر الخمسة في زمن قديم، يقدر بثلاثة آلاف عام قبل الميلاد . وكما هو الحال في كثير من الفلسفات الشرقية  

تعد فلسفة العناصر الخمسة – إلى جانب فلسفة الـ ( ين يانغ ) – من الأفكار الأساسية التي أسهمت في تشكيل الفكر الطاوي والفلسفة الصينية بشكل عام .

و العناصر الخمسة هي : الماء ، الخشب ، النار ، التراب والمعدن. و هي فلسفة بالغة الصعوبة والتعقيد ، لا يمكن فهمها من خلال القراءات السطحية؛ و لكننا سنتناولها بإيجاز مع الإشارة لما نحن في حاجة إليه في هذا البحث ؛ إلا أنه ينبغي التَّنبُه إلى أن المراد بـ ” العنصر ” ليس هو العنصر الكيمائي أو ” المكوِّن الأولي للمادة ” [1] وإنما هو مبدأ خاص بالفلسفة الشرقية .

صورة توضح دورة العناصر الخمسة المزعومة

نشأت عقيدة ” العناصر الخمسة ” كامتداد للعقيدة الطاوية ومكملة لها حيث لم تتوقف الأسطورة الطاوية حول بدء الخليقة عند الانقسام القطبي للطاقة الأولية إلى ( ين ) و ( يانغ ) ، بل إن هذا الانقسام اتخذ شكلا أكثر دقة وتفصيلا في العناصر الخمسة حيث تعد العناصر تقسيمات فرعية للـ ( ين يانغ ) [2] ؛ ولذا ، فإن النظرة الصينية للكون تتلخص في كونه كلاً منتظماً فاعلاً بذاته، لم يظهر نتيجة إرادة أو سلطة عليا خارجة عنه، وإنما جاء إلى الوجود بشكل عفوي كنتيجة لحركة وتفاعلات مستمرة ضمن نمط كوني منتظم ، أو ما يعرف بقانون الـ  ( طاو  ) [3][4]

و المقصود أن كل عنصر من هذه العناصر يولد عنصر آخر و يهدم أو يكسر آخر؛ فالتقسيم من حيث الإيجاد (فالماء يولد الخشب؛ الخشب يولد النار ؛و النار تولد التراب؛ و التراب يولد المعدن؛ و المعدن يولد الماء!) . أما التقسيم من حيث الهدم أو الكسر ( الماء يهدم النار؛ و النار تهدم المعدن؛ و المعدن يهدم الخشب؛ و الخشب يهدم التراب؛ و التراب يهدم الماء)

و كما تأثرت الحياة العملية بفلسفة الطاو و الينج يانج و منها الجانب العلاجي؛ فقد دخلت فلسفة العناصر الخمسة كذلك في الطب الصيني و أنتجت أسلوب علاجي مبني علي هذه الفلسفة.

فقد تم تصنيف أعضاء الجسم البشري علي أساس فلسفة العناصر الخمسة؛ فتم ربط كل عضو من أعضاء الجسم البشري بعنصر من هذه العناصر.

” فقد رُبطت الأعضاء البشرية بما يوافقها من الطاقات السماوية والأرضية ، وقيست التفاعلات بين أعضاء الجسم على أنها تمثيل رمزي للقوى الطبيعية .  وقد شمل التصنيف الخماسي جميع الوظائف العضوية في الجسم البشري ، فكانت العلاقة بين أعضاء الجسد مماثلة لتلك التي بين العناصر الطبيعية فالداء  هو ” عبارة عن اضطراب توازن طاقات الإنسان ” وهو ناتج عن حدوث خلل في العناصر الخمسة . [5]

وفيما يلي جدول  يبين موافقات الأعضاء الرئيسية في الجسم الإنساني للعناصر الخمسة[6]:

النار

التراب

المعدن

الماء

الخشب

القلب ، الأمعاء الدقيقة ، ضابط وظائف القلب

الطحال ، البنكرياس ، المعدة

الرئتان ، الأمعاء الغليظة

الكليتان ، الغدد الكظرية، المثانة ، الأعضاء التناسلية

الكبد ، المرارة

يوضح الجدول التالي بعض الموافقات التي يتم من خلالها تشخيص المرض [7]:

العنصر

الخشب

النار

التراب

المعدن

الماء

اللون

الأزرق

الأحمر

الأصفر

الأبيض

الأسود

الطعم

الحامض

المر

الحلو

اللاذع

المالح

عضو الحاسة

العين

اللسان

الفم

الأنف

الأذن

المشاعر

الغضب

الفرح

الرغبة

الحزن

الخوف

العلاج :

وفقا لهذه الفلسفة، يقوم المعالج بتحديد مصدر المرض من خلال فحص الوظائف التشخيصية للعناصر الخمسة، وذلك بالنظر في الأعراض المَرَضِيَّة المصنفة بحسبها وتحديد محل اختلال التوازن بينها. و يشكل العنصر السائد لدى الإنسان أهمية في تحديد نوع الدواء الذي يتقبله والزمن المناسب لعلاجه ، ويكون تحديد ذلك العنصر عن طريق معرفة تاريخ ميلاد المريض ضمن التقويم الصيني والنظر في شيء من صفاته الخلقية والخلقية. ولا شك أن من ذلك ما قد يوافق السنن الكونية اتفاقا .

تتلخص قضية العلاج – حسب فلسفة العناصر الخمسة – في تحقيق التوازن بينها ، وهو ما يمكن تحصيله بشيء مما يلي :

1- التنفس العميق : وذلك من أجل استقطاب الطاقات السماوية وإدخالها إلى الجسم بالإضافة إلى تطبيق بعض التمارين الرياضية التي تساعد على ممارسة التنفس النموذجي وتوسيع الأماكن الصالحة لاستقبال الطاقات السماوية . 

2- النظام الغذائي : صنفت الأطعمة هي الأخرى وفق العناصر الخمسة، ووضعت الأنظمة الغذائية والحميات المحددة لتعويض النقص ومقاومة الزيادة الطاقية في الجسم البشري. وبناء على علاقات الهدم والبناء التي سبق ذكرها فإن الأطعمة تصنف على أنها نافعة أو ضارة. فأطعمة العنصر الهادم ضارة لأعضاء العنصر المُهدم . وأطعمة العنصر المولِّد داعمة لأعضاء العنصر المتولد  

3- المعالجة النقطية : وذلك عن طريق الضغط أو الوخز بالإبر لتنشيط العنصر الضعيف والسيطرة على العنصر النشط.[8] 



[1] The Columbia Encyclopedia 6th Edition : 15248

[2] – العناصر الخمسة والسوق العشرة : 41 ، و طاقة الكون بين يديك : 26 – مهى نمور 

[3] – انظر : العناصر الخمسة والسوق العشرة : 43 – كيكو ماتسوموتو ، ستيفن بيرش ، و

China’s Cultural Heritage: The Qing Dynasty, 1644-1912 : ( 132 – 133 ) – Richard J. Smith

The World-Conception of the Chinese : ( 113 -114 ) –  Arthur Probsthain

[4] -التطبيقات المعاصرة 

[5] Handbook of Chinese Popular Culture : 94 – Hsiao-Hung Lee

[6] – انظر : علم الطاقات التسع : 17 – ميتشيو كوشي ، إدوارد إسكو 

[7] -انظر : كتاب الطب الصيني : 13 – ترجمة : محمد يوسف شهاب

China’s Cultural Heritage: The Qing Dynasty, 1644-1912 : 132 – Richard J. Smith 

The World-Conception of the Chinese : 240 –  Arthur Probsthain

[8] – التطبيات الإستشفائية 

تابع سلسلة المقالات