تصنيفات

هذه المقالة هي[part not set] من 61 سلسلة مقالات بحث سبيلي حول العلاج بالطاقة

{ سبب الأمراض كله هو مرض نفسي وانعزال الإنسان…عن الطاقة الكونية} … مها نمور

 

 

كما مر بنا في أول هذا الفصل الأصول و العقائد و التصورات التي ينبني عليها الإجابات الثلاثة عن الاسئلة الأكثر إلححاً علي العقل البشري (المبدأ و الغاية و المصير ).

إن العقائد و التصورات التي نتجت كإجابة لهذه الاسئلة شكلت و أنتجت ممارسات عديدة لمعتقديها، كما أنها تغلغلت في تفاصيل حياتهم اليومية و شكلت جانباً كبيراً من حياتهم العملية؛ إذ أن أفعال الإنسان نتاج ما يعتقد؛ فأي إنسان بالغ عاقل حر لابد و أن يكون له معتقد يعتقده و فكر يتبناه؛ يتصور من خلاله الواقع الذي يعيشه و الغيب الذي لا يعلمه أو يجهل كيفـيته؛ إن أي فعل يقوم به الإنسان مهما بدا صغيراً تافهاً إلا و لابد أن يكون له فيه نية عند فعله؛ هذه النية إنما هي نتيجة تصوره و فهمه لمعتقده؛ و هذا واضح جلي في قول النبي صلي الله عليه و سلم :” إنما الأعمال بالنيات”[1] أي لا يمكن أن يقوم انسان بأي عمل إلا و له فيه قصد و نية طالما توافر فيه شرطان العقل و الإختيار – عدم الجبر – لذا قال العلماء لو كلفنا الله بعمل بلا نية لكان تكليف بالمحال.

و كان من ضمن هذه الجوانب التي تأثرت بهذه المعتقدات الجانب الإستشفائي؛ كيف لا و هو من الأمور الحيوية الأساسية في حياة البشر فهو لا يقل أهمية عن المطعم و المشرب…و لما كان لموضوع العلاج هذه الأهمية، فقد تأثر تأثيراً مباشراً بهذه الفلسفات و التصورات المنحرفة، الأمر الذي أنتج أسلوب علاج ينبني علي هذه التصورات و الفلسفات.

 

أولاً: تأثر الطرق العلاجية بفلسفة المبدأ

كما مر بنا فإن فلسفة المبدأ في كل من الهندوسية “البراهمان ” و الطاوية ” الطاو” تنبني علي فكرة الأبدي أو الكلي الواحد الذي تولدت منه بقية الموجودات؛ و لما كان الإنسان من ضمن هذه الموجودات فهو يحمل في داخله بعض من هذا الكلي الأبدي؛ و من ثم أرجعوا أي خلل في الجسد أو النفس سواء كان مرض عضوياً أو نفسياً إلي خلل في التوازن أو في سريان هذا الجزء الكلي أو الأبدي بداخله و من هنا يُنتقل إلي المرحلة الثانية أو التصور الثاني…

ثانياً: تأثر الطرق العلاجية بفلسفة الغاية :

ينبني علي فلسفة ( المبدأ ) فلسفة ( الغاية ) و التي فحواها أن كل ما  يجب أن يسعي له الإنسان في حياته هذه لينجو من العذاب المتمثل في التناسخ أن يحاول الإتصال بهذا الابدي الكلي الكوني، و محاولة التوحد معه أو الذوبان فيه؛ و أثناء حياة الشخص فإنه لا يخلوا من أمراض و أسقام و الذي هو لازم لأطوار و تكرار الحيوات التي يحياها الإنسان – عقيدة التناسخ و الكارما في الهندوسية -، فأرجعوا أسبابها كلها إلي خلل في سريان الجزء الحال في جسده من هذا الأبدي الأول. كما أنه لكي تحصل علي الخلود فإنه يجب عليك التوحد مع هذا الأبدي؛ فيتحد الجزء ( الطاقة الداخلية في الفرد ) مع الكل ( الطاقة الكونية ).و هذا ينقلنا إلي المرحلة الثالثة  أو التصور الثالث…

ثالثاً: تأثر الطرق العلاجية بفلسفة المصير :

حيث ينتهي المطاف إما ( بالموكشا ) كما في الهندوسية؛ أو بالإندماج مع الـ ( الطاو ) في الطاوية بحيث أنه إذا ارتقى الإنسان إلى المعرفة الحقة، عندها يستطيع أن يصل إلى الحالة الأثيرية حيث لا موت ولا حياة؛ لذلك ليس لديهم بعث ولا حساب، إنما يكافأ المحسن بالصحة وبطول العمر بينما يجازى المسيىء بالمرض وبالموت المبكر.

بعد أن ظهرت لنا هذه الفلسفات جلية واضحة؛ و يظهر لدي من عنده أدني إلمام بالعقائد السماوية عامة و بعقيدة الإسلام خاصة مدي إنحراف هذا التصور المشوه للأسئلة الثلاثة الأساسية ( المبدأ – الغاية – المصير )؛ و لبيان كيف تأثرت المدارس العلاجية المعاصرة رغم إدعاء مروجيها المتكرر بأنهم ليس لهم ادني علاقة بهذه المعتقدات حيث يدندنون دوماً أنهم – يفلترون – ما فيها من شوائب و يأخذون النافع منها  فالنتأمل ماذا تقول مها نمور و هي من مروجي هذه الطرق العلاجية المنحرفة حيث تقول:

مها نمور :” الطب الشرقي بينظر له – أي الإنسان – إنه بيعمل وحدة من الكون، كل انفصال عن هذا الكون بيسبب أوجاع، أول شيء بيسبب أتلخبط بالـ Energy بعدين بيسبب الإحساس بالـ.. مثل ما بيقول.. بيقول حدا: أنا مزعوج حاسس حالي مش منيح، هذا بيكون بلَّش الطاقة بتعطي إشارات إنه هي بلَّش عدم التوازن يحصل، بعدين بيصير أوجاع، تشنجات، لحتى وقت تسكر الطاقة بها لمكان بيسبب الأمراض، الأمراض الأوقات بكون مستعصية” 

أحمد منصور : الآن بالنسبة لمفهوم الشكرة فيه نقطة أساسية حضرتك أشرتي ليها الآن وهو أن الإنسان جزء من هذا الكون، وأن انفصام الإنسان عن أي شيء في هذا الكون ممكن أن يسبب له آلام، معنى ذلك إن الأرض اللي الإنسان خُلق منها هي جزء لابد أن يتواصل معها، وكذلك الشمس، وكذلك النجوم، وكذلك كل ما في الكون من أشياء طالما أن الإنسان هو جزء من هذا الكون، هذا الكون مسخر أيضاً لما فيه من طاقة لكي يمتزج بالإنسان؟ 

مها نمور: الإنسان إذا بدنا نوصفه بالضبط، بالضبط بالعلوم الشرقية شو هو بيطلع Energy؛ هايدي الـ Energy بتعمل وحدة من الـ Energy الموجودة فيه عدة أنواع Energy بأشكال متعددة، الإنسان نوع منها، كلمة مثلاً Malady اللي هي مرض باللاتيني معناته maladies إذن بتقسمها ma-la-dy) maladies) هي الانفصال عن الإله، يعني عن الكون، الكون كله يعتبر ربنا اللي عاطينا ها الهدية، مجرد الانفصال عن هدا الكون مات الإنسان، لحتى يرجع يعيد إحياء، أو عضو معين، أو دورة معينة ترجع تمشي بالتوازن اللي لازم تمشي عليه ليرجع يعيد إحياء توازنه الداخلي، راح نقول من شوم الله في جسم الإنسان، لأن إحنا بنجهل مين إحنا، يعني كل واحد ما بيسأل حاله شو ها الجسم الحامله ومين أنا، شو دوري بالحياة يعني؟ [2]

و لا أدري حقيقة كيف مر هذا الكلام هكذا دون توقف من المذيع؛ فهذا إلحاد محض و نشر لعقيدة وحدة الوجود المتمثلة في الإتحاد مع الكون و فكرة تناسخ الأرواح؛ و ليت ضيفة البرنامج عندما ذكرت هذه الفلسفات الشركية و أشارت أنها نظرة العلوم الشرقية؛ قد بينت أنها معارضة لها أو أنها فلسفات و عقائد منحرفة! بل علي العكس أمضت حديثها كله في تأصيل و نشر هذه الفلسفة – و ليس التطبيق وحده – إما تصريحاً أو تلميحاً بل و أستمرت الحلقة الأولي كلها في تأصيل الجوانب الفلسفية التي تنبني عليها هذه الفلسفات لوثنية؛ بينما أُفردت حلقة ثانية للتطبيقات و أسئلة المشاهدين!! كل هذا و لا تعليق واحد أو إستنكار من المذيع أو المشاهدين؛ و هذا يرجع لطبيعة سياق حلقة البرنامج و أنها عن الطب البديل و العلاج ؛ فلن يعير المشاهد كثير إهتمام لهذه الفلسفات؛ حيث سيكون همه منصباً عن كيفية العلاج و مدي فاعليته.[3]

إن العلاج بالطاقة في الفلسفات الشرقية نتيجة و ليس أصل؛ بمعني آخر هو نتاج لمعتقداتهم و فلسفاتهم ، و لذلك تجدهم يطلقون علي هذه الطاقة “قوة الشفاء” أو ” طاقة الحياة ” و ما هذه الالفاظ إلا نتاج تصورهم عن سبب إيجاد هذه الحياة أو سبب وجود هذا الوجود؛ فبما أن هذه الطاقة – علي إختلاف مسمياتها – كانت هي السبب في إيجاد هذا الوجود إبتداءً؛ ثم بعد أن شكلت هذا الوجود لم تبقي بائنة منفصلة عنه، بل دخلت في كل التشكلات المادية و غير المادية؛ و أصبحت تسري في كل شئ؛ فكان لزاماً – وفق هذا المعتقد – لأن توظف في مجال الطب و الإستشفاء، إذ هي عنصر من عناصر التركيب الإنساني كبقية الأعضاء الحسية الملموسة مثل ( الكبد و الطحال و الرئة…) إلا أنها ليست عضواً مستقلاً أو ملموساً، بل هي حالة في كل عضو؛ تمر في قنوات المريديان لتغذي هذه الأعضاء الملموسة.

و بما أن هذه الطاقه هي واهبة الحياة – إذ هي طاقة الحياة – كان المرض نتيجة لعدم سريانها بشكل صحيح إذ أن غياب سبب الصحة يؤدي لظهور سبب المرض  “ولذلك كان طول حياة المرء أو قصرها – حسب هذه الفلسفة – مرهون بمخزونه الطاقي[4] . وبما أن فقدان الطاقة هو سبب الوفاة، كان من اللازم لتحقيق حياة أطول العودة إلى المصدر الأصلي لهذه الطاقة واستقطابها منه، ومن ثم توجيهها وتدويرها في الجسم [5] ؛ لذلك تتضمن هذه الفلسفة السر في سعي الشرقيين إلى الخلود ، فالإنسان ليس إلا مظهرا من مظاهر الطاقة ، ولما كانت الطاقة خالدة ، كان بإمكان الإنسان التوصل إلى الخلود . كما أن الطاقة تمكن الإنسان من الاتحاد بالحقيقة المطلقة أو الـ  ( طاو  ) ، و بذلك يتمكن البشر من العودة إلى الأبدية [6].”[7]

هذه هي عقيدة الكفار الملاحدة المنحرفين عن منهج الأنبياء و رسل الله تعالي إلي خلقه و لا يكابر أحد أو يتجرأ – حتي من قبل المروجون لهذه التطبيقات الإستشفائية و بلادنا المسلمة – علي عدم وسم هذه المعتقدات بالكفر المحض. و لكن ماذا يقول هؤلاء المروجون لهذه التطبيقات؟ تأمل معي…. 

 تقول مها نمور:  

 فايدة النفس إنه يوصل لأخر البطن – مثل ما قلنا بالأول- إنه الهواء اللي بنتنفسه مش بس فيه أوكسجين ومركبات تانية هو فيه Energy.

أحمد منصور:

فيه طاقة يعني.

 مها نمور:

 هايدا الطاقة يا اللي عم تفوت بجسمه Ok، عم تعمل مساحة داخلية، ها المساحة الحقيقية اللي الإنسان بحاجة إلها ليحرك فيها أكتر، يعني إحنا بنوسع بيوتنا وبنسكن بقصور ونضهر بنعمل Picnic بغابات وبمحلات كبيرة، بس ما بتحس إنك مرتاح، مجرد إنك تعمل تنفس 5 دقايق بشكل صحيح، بتحس حالك صرت واحد من الكون، فاتح صدرك والمدى كله بتحسه صار جسمك

  أحمد منصور:

  هل الريكي أو العلاج بالطاقة يعالج المرض أم يعالج أسباب المرض؟ 

 مها نمور:

قبل ما يصير الإنسان مريض بيحفظ له جسمه ونفسه من عدم التوازن بالطاقة (الريكي) بس نستعمل تمارين الريكي يعني جلسة الريكي على الجسم بتـ.. بيحس الإنسان إنه كأنه.. عم يحمي جسمه ونفسه الداخلية من عدم التوازن بالطاقة، بس إذا بلش يعمل الريكي وهو مريض.. الريكي ما إنه سحر، الريكي حياة.. طريقة حياة جديدة، طريقة تفكير جديدة بنفسه للإنسان وبـ،، الكون كله بالحياة، مين نحن بها الكون [8]لحتى يرجع ينشط كل الـ.. System كل البرنامج الـ.. الطاقة اللي بداخل بجسمه وبيركز على الشكرة يا اللي بتحكم منطقة مرضه.

 أحمد منصور:

 يعني هنا أيضاً نقطة مهمة حول المرض نفسه، مين هو الإنسان السليم والإنسان المريض في مفهوم العلاج بالطاقة؟  

 مها نمور:

  تعريف المرض :مثل ما قلت بالأول، هو المرض، هو انعزال الإنسان عن الكون، انعزاله عن الطاقة يعني مثل نبتة، تاخدها وبتشيلها من حياتها الطبيعية، الحياة الطبيعية للنبتة شو.. شمس، هوا ومي وتراب جيد، الإنسان إذا عزلته عن الكون، عن الأرض، عن الكواكب، عن الهوا، عن المي Ok وحطيته بمحل أو عازل هو حاله، عازل حاله بطريقة تفكيره Ok بيبلش، بتخف عنده الـ Energy بعدين بتصير تتضاءل أكتر.. أكتر.. مع الوقت لإنه هو هاي نظام حياة.. يعني كل يوم عم بيصير فيه انحطاط بالـ Energy الموجودة بالجسم، بعد شوي بيصير فيه خلل بمكان معين هذا الخلل بيتحول بعدين لمرض.  

و لبيان مدي تأثر هذه التطبيقات العلاجية المعاصرة أو ما يسمي العلاج بالطاقه نمضي في تناول – بقليل من التفصيل – الأسس الفلسفية التي إنبنت عليها هذه التطبيقات المعاصرة:



1- رواه البخاري

[2] – برنامج بلا حدود – قناة الجزيرة 

[3] – يراجع مقالات التسويق للطاقه علي الموقع 

[4]Lao-Tzu and the Tao Te Ching : 96 – edited by : Livia Kohn & Michael Lafarague

[5] Taoism : Growth of a Religion : 106 – Isabelle Robinet

[6] Lao-Tzu and the Tao Te Ching : 94 – edited by : Livia Kohn & Michael Lafarague

[7] – التطبيقات المعاصرة 

[8] – قلت أبو الحارث: إذا هذه الطاقة لا تعمل هكذا دون اعتقاد؛ لابد أن يعيها الإنسان. كما أنها ليست مجرد علاج عادي – و إن اخنلف عن العلاج الكيميائي أو الطبيعي – فالأستاذة مها نمور تصرح بأن العلاج بالطاقة منهج حياة و تصور كامل للكون!  

تابع سلسلة المقالات