تصنيفات

الفكر الروحاني وأهل الطاقة من سرقة مصطلحات إلى سرقة أشخاص بأعينهم.

هناك عملية استقطاب خطيرة لخطف الأفراد من أسرهم، فقد سرقوا مصطلحات من قبل لإلباس الحق بالباطل، وتمرير مفاهيم منحرفة من خلال مصطلحات مقبولة لدى المتلقي سواء كانت مصطلحات شرعية، أو علمية ثم سرقة القلوب وسلب عقيدتهم من حيث لا يشعرون، والآن سرقتهم أصبحت قلبا وقالبا.. يسرقون الأشخاص أنفسهم من بيوتهم من وسط أهليهم وأسرهم.

تبدأ الخطوة الأولى في أغلب الأحيان بدورات التنمية البشرية من عند كلمة “ثق بنفسك، توكيد ذاتك، تقدير ذاتك، تقبل ذاتك، حب نفسك، عش لنفسك، أنت ما خلقت إلا من أجل السعادة، …..”
بحر من الكلمات التي تتمركز حول الذات، وتعزيز الأنا، التي يقومون بنفخها مثل نفخ البالون الممتلئ بالهواء، والذي سرعان ما يفرقع في الهواء متناثرا يمنة ويسرة ، لتصبح نفس مهلهلة.. نفس عليلة..نفس ضعيفة، يسهل توجيهها في أي اتجاه، ثم ينتقل البعض إلى ممارسة بعض تطبيقات علوم الطاقة المزعومة، والتدرج للوصول إلى مرحلة الوعي والإستنارة ومن ثم الغرق في انحرافات الفكر الروحاني، فيسحب البساط من تحت أقدامهم.

فها هن أمهات يصرخن و يستغثن لانفلات بناتهن، تقول إحداهن: لم أجد ابنتي التي كنت أعرفها، وأخرى تقول ابنتي لم تتغير سلوكا وطباعا فقط فظلت تكرر خلال كلامها أن شكل ابنتها تغير بالفعل وكأنها من عبدة الشيطان نسأل الله السلامة والعافية.

وإليكم بعض النماذج التي تم السطو عليها كليةً لتأثرهم بهذا الفكر الضال ذا الأيدي الناعمة التي تمسك بالأشياء بكل خفة حتى تنتزعها نزعاً وتسطو عليها.

هذه إحدى التغريدات يقول صاحبها:

‌‎شخص أعرفه كما أعرف أبنائي”
طليقته لما كانت في عصمته كانت حياتهما جميلة
ثم التحقت بدورات تنمية الذات والبرمجة اللغوية العصبية، عيشي لنفسك..أسعدي نفسك..الفردانية..وحب الذات، و NLP، وغيرها من المصطلحات التي غيرتها على زوجها وحتى أبناءها، وهُدم البيت وهي تعيش لوحدها للأسف
وطليقها مع أبناءها”

تعليقا على هذه الرسالة من أحد المتابعين قائلا: “‌‌‎هذا نفس اللي حصل ليا انا شخصياً .. زوجتي إلتحقت بملهمات السعادة والاستشارات الاسرية والان هي مطلقة تعيش لوحدها فى عزلة وأنا مع ابنائي ولله الحمد.”

وآخر يستغيث لترك زوجته التي تركت له أربعة أولاد لتأثرها الشديد بأحد رواد الفكر الروحاني المعروفين والذي يعتبر رأس من رؤس الفساد الموجودة على الساحة.

حيث يوهمون المرأة أنها مستضعفة من قبل الرجل، لهيمنة الرجل عليها من أجل اقناعها لترك البيت والزوج والأولاد.

هذا بخلاف سرقة الفتيات والفتيان من بيوت أسرهم، حيث يقومون بإقناعهم بترك بيوتهم والإستقلال بأنفسهم، ولكن بالطبع يحدث هذا بشكل تدريجي باطني غير صريح من خلال عملية ممنهجة لغرس بعض المبادئ الضالة من تضخيم الأنا والاستعلاء على من حولهم، واعتبارهم حائط سد بينهم وبين ما يطمحون إليه، على أن يوفروا لهم عمل برواتب عالية.

فتجد أم تفقد ابنتها، وأولاد يفقدون أمهاتهم، وزوج يفقد زوجته، وخراب وتفكك أسري ومجتمعي خطير فضلا عن سلب العقيدة الصحيحة وإحلال أفكار وعقائد.

فهذا جانب واحد من مخرجات هذا الفكر، وإلا فهناك مخرجات أخرى ما أنزل الله بها من سلطان لم يتسع المقام لذكرها.

حقيقة…

ما رأيت مجال يجمع بين الشرك والانحطاط والدعوة إلى الفجور وسوء الخلق والتفكك الاجتماعي والتفكك الأسري مثل هذا الفكر المنحط.

عباد الله .. أيها المسلمون.. الأمر ليس بهين احذروا من هذا الفكر الضال ومداخله الباطنية غير الواضحة، والتي بدورها تؤدي إلى تدمير الانسان من جميع نواحيه الحياتية والدينية والاجتماعية، والصحية سواء النفسية أو البدنية نتيجة الاستشفاءات الوهمية والتي قد تكون ضارة في كثير من الأحيان، أو الاقتصادية لأكل أموالهم بالباطل.

وأخيرا.. اختم بجزء من وصيته صلى الله عليه وسلم: أَلَا أَيُّهَا النَّاسُ فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ رَسُولُ رَبِّي فَأُجِيبَ ، وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ: “أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللهِ فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ فَخُذُوا بِكِتَابِ اللهِ ، وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ..”

                   ✍️ غادة شكري