تصنيفات

هذه المقالة هي11 من 32 سلسلة مقالات سلسلة أصلها ثابت
  • باب من الشرك الاستعاذة بغير الله [1]
  • باب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره[2]

قال الله تعالى:( وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا)

وقال تعالى: (وَلَا تَدْعُ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ ۖ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ)

لو تأملنا موضوعات هذين البابين اللذين نحن بصددهما الآن نجد أن الدعاء والاستغاثة والاستعانة والاستعاذة كلها عبادات قلبية لا تصرف إلا إلى خالقها وحده.

  [3]

[4]

ولابد أن يتضح لنا ما هى علاقة الدعاء بالتوحيد سواء توحيد ربوبية أو توحيد ألوهية أو توحيد أسماء وصفات.

[5]

وبما أن الدعاء عبادة قلبية لا يجب أن توجه إلا لله المُدبِّر، المجيب، السميع، البصير، العليم بخلقه وأحوالهم، الذي له ملك السماوات والأرض، ولكن للأسف هناك من يتوجه بقلبه إلى أمور أخرى ويتعلق بها، ويرجو منها، ويستشفي بها، ويتوسل إليها.

[6]

1-الفونج شوي

وقد تم تناول الفونج شوي في باب التبرك -التبرك الشركي- ويدخل معنا هنا أيضا تحت الاستعاذة بغير الله فمثلا وضع مرآة في مدخل المنزل لطرد الطاقة السلبية أو الحسد والعين فهذا يعتبر استعاذة بغير الله لتعلق القلب بالمستعاذ به.

      __فيتبين لنا أن التطبيق الواحد قد يندرج تحته أكثر من مسألة شركية __

2- التأمل التجاوزي والارتقائي

يعتمد التأمل التجاوزي على تدريبات التنفس العميق الذي يضمن دخول طاقة البرانا إلى داخل الجسم، كما يعتمد على تمارين الاسترخاء عن طريق تأمُّل الذات من الداخل للوصول للنشوة والتناغم مع الطاقة الكونية المزعومة، والترقي والسمو، والوصول للاسترخاء الكامل.

 فالارتقاء المقصود هو الارتقاء عن الطبيعة الإنسانية، وتجاوز للصفات البشرية إلى طبيعة وصفات الآلهة “الطواغيت”، ودوراتهم تعتمد على إتقان التنفس العميق مع تركيز النظر في بعض الأشكال الهندسية والرموز والنجوم (رموز الشكرات) وتخيل الاتحاد بها مع ترديد ترانيم، أو سماع أشرطة لها بتدبر وهدوء وتتضمن كثير من هذه الترانيم استعانة بطواغيت عدة مثل:” أوم..أوم..أوم

وصورة التأمُّل الارتقائي المقدمة في بلاد التوحيد لا تختلف عن ذلك إلا في بعض محاولات “الأسلمة” تستبدل الترانيم بكلمة لا معنى لها، نحو: “بلوط.. بلوط.. بلوط”، أو كلمة لها معنى روحي عند المسلم: “الله.. الله.. الله “، “أحد.. أحد..” ويزعمون تدليساً أو جهلاً -هداهم الله- أن هذه “مانترا” إسلامية عرفها الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة، وكان يرددها بلال بن رباح رضي الله عنه في بطحاء مكة فأمدته بطاقة كونية جعلته يتحمل البلاء الشديد في تلك الفترة!

 يستخدم الكثيرون هذا اللفظ (أوم) دون أن يعوا خطورته أو حتى يبحثوا عن معناه بل يأخذونه جاهزاً من معلم أو مدرب ويستهينون بما يمكن أن يؤثر هذا اللفظ على عقيدتهم الإسلامية.

أصبح هذا اللفظ يرسم في كل مكان حتى على الملابس والأثاث وقطع الزينه.
كانوا يقولون: نحن نلبسه ولا نعتقد معناه …ثم تطور الأمر بأن أصبحوا يترنمون به
بل أن إحداهن قالت: بدل أن تقول أوم بإمكانك قول (آمين) قبل ممارسة التأمل
وقصدها الابتعاد عن التشبه بالهندوس والبوذيين! وكأن التأمل واليوغا بريئه من هذا التشبه.

 ذكرت موسوعة التعاليم الغنوصية أن هذا اللفظ يمثل الحقيقه والكمال المطلق والعلم المطلق …فهو لفظ يمثل الإله البراهما والطاو بتعدد أسمائه، وهو يعمل على فتح الشاكرات لتحقيق الاستناره والحدس والبصيره.

وذُكر أيضاً في الموسوعة الثيوسوفيه…

أوم هو: مقطع صوتي للابتهال واستحضار البراهما …هو لفظ مقدس …
ذكر في نصوص الأوبينيشاد أن (أوم هي القوس أي الإنحناء، والسهم هي النفس، والهدف هو البراهما) وهو لفظ يوضع في بداية النصوص المقدسة، يؤمن الهندوس أن إخراج صوت الحروف باستطالة له تأثير على المراكز العصبية في الجسم لما تمتلكه بزعمهم تلك الكلمه من الخصائص السحرية والروحانية.. ونفس المعنى في العقائد البوذية …تشير إلى الاتحاد الذي لا ينفصم بين الإنسان والكون ومعناها ” أنا بداخلك وأنت بداخلي”…نسأل الله السلامة والعافية[7]

3- كتابة الأمنيات

هذه العادة تُفعل في الغرب ضمن الخرافات المنتشرة هناك، فيكتب البعض أمنياتهم على بالونات ويذهبوا لإطلاقها في الهواء على أمل أن يكون (الحظ) حليفهم في تحقيقها، وكأنها بدلًا للدعاء الذي يتوجه به العبد لرب الحاجات رجاء في تحقيقه.

تقول الدكتورة هيفاء الرشيد: فإن كان الفاعل (من قومنا) يعتقد أنها وسيلة لدعاء الله، فهي وسيلة مبتدعة مردودة، لأن الدعاء عبادة، والعبادات توقيفية.

وإن كان السؤال لغير الله (للكون، للقدر، لإله الأماني .. ) ، فهو من الشرك – بل الشرك الأكبر ، إذ هو صرْف للعبادة لغير الله.[8]

فتوى 1

السؤال:

مقطع مرفق عن جلسة تأمل واسترخاء لزيادة الوعي يحث على إيقاف العقل عن التفكير

الإجابة:

التأمل المقصود هنا هو عملية مناقضة لعملية التفكير، وهو نوع من أنواع التأمل الهندوسي الذي يوصف بأنه تقنية عقلية تتيح للعقل تجربة مراحل أنقى من الفكر تدريجيا إلى أن يصل إلى مصدر الفكر (الوعي الخالص) .

وهذا ما يُسمى بالتأمل التجاوزي، وهو مستمد من النصوص الڤيدية المقدسة عند الهندوس، كما يُعتبر إحياء لفلسفة الڤيدانتا الواحدية (نسبة إلى وحدة الوجود).

وهي من الطرق الموصلة للاستنارة (التي في حقيقتها الاتحاد بالإله – تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا -).

فلا يجوز ممارسة هذا النوع من التأمل؛ لأنه في حقيقته فلسفة هندوسية وثنية مفضية إلى عقائد إلحادية، ومن فعله فقد تشبه بهم، وقد قال ﷺ: ” من تشبه بقوم فهو منهم “. وللاستزادة يُنظر: http://bit.ly/2z5Zsm7  ،  http://bit.ly/2xLSeQB   والله أعلم.[9]

فتوى2

كتابة الأمنيات على بالون

السؤال:

سئلت فضيلة الدكتورة هيفاء بنت ناصر الرشيد المتخصصة في دراسة النوازل العقدية عن كتابة الأماني على بالون وإطلاقه في الهواء.

الإجابة:

أجابت حفظها الله:

هذه العادة تُفعل في الغرب، ضمن الخرافات المنتشرة هناك، كقطع النقود التي ترمى في النوافير لتحقيق الأمنيات، والتمني عند إطفاء شموع كعكة عيد الميلاد، وغيرها، وإن كنت أظنها أقل شيوعاً.

ولست أدري ما هي «الآلية» التي يعتقد هؤلاء أن تلك الممارسات تعمل عبرها، ولكنها لا تخرج عن كونها ابتداع أو شرك.

فإن كان الفاعل (من قومنا) يعتقد أنها وسيلة لدعاء الله، فهي وسيلة مبتدعة مردودة، لأن الدعاء عبادة، والعبادات توقيفية.

وإن كان السؤال لغير الله (للكون، للقدر، لإله الأماني .. ) ، فهو من الشرك بل الشرك الأكبر، إذ هو صرف للعبادة لغير الله.

والعبث في مثل هذه الأمور لا يُتصور، إلا ويقع في قلب الفاعل أحد الاحتمالين السابقين. كما أتوقع أنه يمكن توظيف مثل هذه الأعمال الخرافية في (جذب القدر)، فكتابة رسائل إلى الكون وإطلاقها في الهواء لا يُستبعد عليهم.

تنبيه

من المُشاهد أن سلطة الثقافة الغربية الغالبة في هذا الزمان جعلت مثل هذه (التقليعات) الخرافية والوثنية تطبق في بلادنا بين المسلمين والمسلمات بجهل وسذاجة وتقليد أعمى: فهذه معلمة تكتب مع طالبات العلم أمنياتهن على بالونات ويذهبن لإطلاقها في الهواء على أمل أن يكون (الحظ) حليفهن في تحقيقها.

وأخريات ينظمن برنامجا للتضامن مع مرضى الأمراض الخطيرة كالسرطان ومن فعالياته شراء قفل وكتابة اسم من تريدين له الشفاء واقفاله على شبك منصوب!
وهناك على هامش فعاليات نشاط للخريجات وإعدادهن لسوق العمل، أو في حفل زفاف تجدين شجرة (طبيعية او صناعية أو ورقية) وأوراق للكتابة، ويطلب كتابة الأمنيات وطويها وتعليقها على الشجرة !!!

قد تبدو مجرد تقليد أعمى ولكنها في الحقيقة تطبيقات باطنية تأخذ بعيدا عن تحقيق العبودية، وتقدم بدائل للدعاء والأسباب الشرعية والطريقة المرضية عند الله تعالى فلنحذر لديننا وتوحيدنا

اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين[10] .

عبادة التفكر وطقوس التأمل

الكاتبة: عائشة بنت محمد الشمسان

https://cutt.us/EsdAO

يقول الله تعالى: (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ) [النمل: 62]

أنه المُجيب الذي يجيب المُضطر إذا دعاه، ويغيث الملهوف إذا ناداه، ويكشف السوء عن عباده، ويرفع البلاء عن أحبائه، تسقط القوة، وتعيا الحيلة فليس إلا الدعاء

 تضيق الدنيا بأهلها حتى كأنها سَم الخياط فليس إلا الدعاء،
جميع الخلائق تعتمد عليه.

ولكن الله حكيم في إجابته، قد يُعجِّل أو يُؤجِّل على حسب السائل والسؤال، أو يلطف بعبده باختياره الأفضل لواقع الحال، أو يدَّخر له ما ينفعه عند المصير والمآل، لكن الله تعالى يُجيب عبده حتمًا ولا يُخيِّب ظنه أبدًا، فسبحانه نعم المُجيب (وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ)

لننظر إلى سيدنا أيوب مُثنيا مُعظما لربه حين ابتلاه ببلاءٍ شديد،
فوجده صابرًا راضيًا عنه، وذلك أن الشيطان سُلط على جسده ابتلاءً من الله، وامتحانًا فنفخ في جسده، فتقرَّح قروحًا عظيمة، ومكث مدة طويلة، واشتد به البلاء، ومات أهله، وذهب ماله، فنادى ربه: رب ( أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) فتوسَّل إلى الله بالإخبار عن حال نفسه، وأنه بلغ الضر منه كل مبلغ. وبرحمة ربه الواسعة فاستجاب الله له. فركض برجله وخرجت عين ماء باردة فاغتسل منها وشرب، فأذهب الله عنه ما به من الأذى، ورد عليه أهله وماله ومنحه الله العافية من الأهل والمال شيئا كثيرًا.

يا أهل الأمراض يا من تعانون من الفقر ويا من يتمنى الذرية؛ بمن تستجير، وبمن تستغيث ومن ترجو!!!

(وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) الأنبياء :٨٧

وعندها التقمه الحوت، وذهب به إلى ظلمات البحار، فنادى في تلك الظلمات: ( لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ) ؛ فأقر لله تعالى بكمال الألوهية، ونزهه عن كل نقص، وعيب وآفة، واعترف بظلم نفسه وجنايته.

ماذا كانت النتيجة؟  (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ) أي: الشدة التي وقع فيها. (وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ)  وهذا وعد وبشارة، لكل مؤمن وقع في شدة وغم، أن الله تعالى سينجِّيه منها، ويكشف عنه ويخفف لإيمانه كما فعل بـ ” يونس ” عليه السلام.
أين أصحاب الكُرب؟! أين أصحاب الشدائد من كلام ربهم ووعده أياهم؟!
فزعة القلب عند نزول الكرب لمن تكون؟   

(وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثينَ ) [الأنبياء:89]
عند تقارب أجل سيدنا زكريا، خاف أن لا يقوم أحد بعده مقامه في الدعوة إلى الله، والنصح لعباد الله، فدعا ربه (رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا) –>(فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَه) بعدما كانت عاقرًا، لا يصلح رحمها للولادة فأصلح الله رحمها للحمل، ثم أثنى عليهم فقال: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا) أي: يسألوننا الأمور المرغوب فيها، من مصالح الدنيا والآخرة، ويتعوذون بنا من الأمور المرهوب منها، من مضار الدارين، وهم راغبون راهبون لا غافلون، لاهون (وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) أي: خاضعين متذللين متضرعين، وهذا لكمال معرفتهم بربهم.

علينا أن نتأمل حال الموحد العارف بربه وهو يدعوه، والقلب كله متعلق بإله واحد… سميع لمن ناداه… مجيب لمن سأله …له ملك السماوات والأرض …. قدير لا يعجزه شيء …رحيم بعباده وأحوالهم…. حكيم في أحكامه وأفعاله …سبحانه لا إله إلا هو.

فلا بد عند الدعاء من اليقين الذي يتأتى من العلم عن الله بأسمائه وصفاته الذي باشر القلب، فإذا باشر القلب أن الله قريب مُجيب وأن وعده حق، هدأ وسكن القلب، واطمئن بربه ولم يتعلق بأحد سواه.

يقول الله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) [البقرة: 186]

هذا جواب سؤال، سأل النبيﷺ بعض أصحابه فقالوا: يا رسول الله، أقريب ربنا فنناجيه، أم بعيد فنناديه؟ فنزل: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ) لأنه تعالى، الرقيب الشهيد، المطلع على السر وأخفى، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، فهو قريب أيضا من داعيه بالإجابة، ولهذا قال: (أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ)

ولكن يجب أن ننتبه إلى مسألة مهمة وثغرة قد يدخل منها الشيطان إذا كان الإنسان عاصيًا يثقل عليه الدعاء؛ لأنه يستحي من ربه بسبب معاصيه أن يرفع يديه ويدعوه، نعم لابد أن يستحي الإنسان من معاصيه ولكن لا يجعلها تحول بينه وبين دعائه لربه.
الرب كريم…الرب حيي، يستحي أن يرد يدي عبده صفرًا …الرب مُجيب، يجيب دعوة المضطر وإن كان كافرا.

يقول تعالى: (فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ) [العنكبوت : 65] أَلزم الله تعالى المشركين بإخلاصهم للّه تعالى في حالة الشدة، عند ركوب البحر وتلاطم أمواجه وخوفهم الهلاك، يتركون أندادهم، ويخلصون الدعاء للّه وحده لا شريك له، فلما زالت عنهم الشدة، ونجّى من أخلصوا له الدعاء إلى البر، أشركوا به، فما بالك بالمؤمن العاصي الذي أتى بشروط الدعاء من إخلاص في الدعاء والافتقار والذل والإنكسار لمولاه وعدم أكل الحرام.

أليس الله بكافٍ عبده!!!  سبحانه وتعالى عمّا يشركون.

اللهم لك الحمد، أنت المستعان على كل نائبة، وأنت المقصود عند كل نازلة، لك عنتْ وجوهنا وخشعت لك أصواتنا، أنت الرب الحق … وأنت الملك الحق … وأنت الإله الحق، أنت المدعوّ في المهمات، وإليك المفزع في الملمات، لا يندفع منها إلا ما دفعت، ولا ينكشف منها إلا ما كشفت.[11]


[1] كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب

[2] كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب

[3] من شرح كتاب التوحيد” للشيخ الدكتورخالد بن عبد العزيز الباتلي

[4] من شرح كتاب التوحيد” للشيخ الدكتورخالد بن عبد العزيز الباتلي

[5] من شرح كتاب التوحيد” للشيخ الدكتورخالد بن عبد العزيز الباتلي

[6] من شرح كتاب التوحيد” للشيخ الدكتورخالد بن عبد العزيز الباتلي

[7] قناة الطاقة الكونية د.فوز بنت عبد اللطيف كردي دكتوراه فلسفة التربية والدراسات الإسلامية، تخصص العقيدة والمذاهب المعاصرة. جامعة الملك عبد العزيز بجدة  http://iswy.co/e11d4r

[8] انظر فتوى الدكتورة هيفاء الرشيد -فقرة الفتاوى لهذا الفصل- للتفصيل

[9] المجيب: أ. جمانة بنت طلال محجوب باحثة ماجستير كتاب وسنة، جامعة الملك عبدالعزيز. قناة اسأل البيضاء.

[10] https://t.me/ask_albaydha د.هيفاء الرشيد

[11] من تفسير الشيخ السعدي- ومن موسوعة الكلم الطيب

تابع سلسلة المقالاتالفصل الثالث: الغلو قديمًا وحديثًا >>
<< الفصل الأول: الشرك الأكبر (ضابطه وأقسامه)