تصنيفات

لماذا نظرية ايموتو غير صحيحة؟

هذه المقالة هي[part not set] من 28 سلسلة مقالات الرد العلمي على ممارسات الطاقة

نأتي الآن الى الجزء بحث ايموتو نفسه. فيما يلي سرد لبعض الأخطاء العلمية التي وقع فيها:

    

1- الانحيازية:

   

ان الأصل في أي بحث علمي هو وضع افتراض بناء على مشاهدة أو فكرة. ثم يختبر الباحث صحة هذا الافتراض بالتجربة العملية. فاذا ما وافقت نتائج التجربة الافتراض الذي وضعه الباحث فان فرضيته تقبل و يمكن البناء عليها.

 أما بحث ايموتو فكان لا يختبر الافتراض الذي وضعه و هو أن الأفكار و الكلمات تؤثر في الماء. و انما كان يبني على أن هذا الافتراض صحيحا و كان فقط يحاول تفسير الننتائج بما يتفق مع فكرته.

ظهر هذا الانحياز في تصريحات له عن طريقة عمل التجارب كما يلي:

طريقة اختياره لمساعديه:

يقول ايموتو:

“I will provide some samples of water that we know will definitely form crystals, and some samples that will not produce any, such as Tokyo’s tap water, without telling the candidate. Depending on the test result, I will register that person according to his or her level

كانت طريقة ايموتو في اختيار مساعديه في تجاربه أساسا مبنية على أن نظريته صحيحة على الرغم من أنها لم تكن قد أثبتت بعد. فلقد كان اختباره للمتقدمين للعمل عنده هو أن يعطي كل منهم عينات من الماء لا يعلمون ما الذي سينتج عند تصويرها ثم يطلب منهم تصويرها. فاذا ما قدم الفني الخاضع للاختبار صورا تتوافق مع نظرية ايموتو فانه يقبله كمساعد له. و اذا كانت نتائجه مختلفة فانه كان يرفضه و هذا هو الخطأ الناتج عن الاعتقاد في الفكرة قبل الاستدلال عليها. فانه لم يبحث في سبب تعارض النتائج مع فكرته. بل كان يعتبر أن أي نتيجة مخالفة هي خطأ من الشخص الذي التقط الصور.

يقول ايموتوان شخصية الباحث و حسه الجمالي هما أهم عنصر عند التقاط صور الكريستالات.”

“The researcher’s aesthetic sense and character is the most important aspect when taking crystal photographs.”

  

– علم الباحث بالنتيجة المتوقعة مسبقا:

يقول ايموتو:  “أنا لم أشترط أي اختبارات تعمية يكون فيها العينة غير معروفة مسبقا”

I do not require any blind tests on any samples.”

أي أنه لم يشترط أن يتم تصوير عينات الماء بحيث يكون المصور جاهلا بالكلمة التي تم تعريض الماء لها و بالتالي فانه يكون متوقعا شكل الكريستالة التي يجب أن تظهر طبقا لفرضية ايموتو. فبعد أن كان يختار فقط من هم مقتنعون بفكرته فانه لم يتجنب عزلهم عن التجربة بأن يجعلهم يلتقطون الصور فقط. فبسبب توقع مساعديه للنتيجة و اعتقادهم في صحة النظرية، كانوا يبحثون عن النتيجة التي توافق النظرية. و لهذا اذا لم تتكون كريستالة جميلة مع الكلمات الايجابية مثلا فانهم كانوا يعيدون التجربة حتى يجدوا ما يتوقعون على الرغم من أن عملية تكون الكريستالات بالنسبة لظروف تجربته هي أصلا عملية عشوائية كما سيتبين لاحقا.

قللت هذه العوامل من مصداقية بحث ايموتو كثيرا. فالأصل في البحث هو عدم الانحيازية لضمان الوصول الى حقيقة واقعية بدلا من البحث في النتائج عن ما يوافق هوى الباحث و اهماله الواعي أو اللاواعي للنتائج التي تتعارض مع ما يريد أن يثبته.  

 

– تحدي المليون دولار

من الجدير بالذكر هنا أن James Randi رئيس مؤسسة راندي التعليمية (JREF) عرض على ايموتو جائزة قيمتها مليون دولار اذا ما أثبت ايموتو نفس النتائج. الشرط الوحيد في التجربة هو أن لا يكون القائم على التجربة على علم بنوعية التأثير الذي تم تعريض الماء له فيما يسمى باختبار التعمية Blind Test Experiment .  أي أنه اذا كانت التجربة على ماء تم تعريضه لكلمة شكرا أو حب أو كره أو أي شيء فانه يشترط أن يكون الشخص الذي سيجري التجربة لا يعلم ما هي هذه الكلمة.

يقول راندي “اذا أراد ايموتو أن يفوز بالجائزة فليوافق أن يجري الاختبار بدون أن يعلم الكلمات مسبقا. و أنا أتوقع نتائج مبهمة لا تثبت أي شيء”

ما زال التحدي قائما حتى اليوم و قال راندي معلقا على عرضه “أنا لا أعتقد أني سأضطر لدفع هذا المبلغ.في اشارة لتأكده من أنه لن يخسر هذا التحدي.

  

2– حجب النتائج الكاملة:

ذكر ايموتو في شرحه لخطوات تصوير عينات الماء أنه كان يأخذ في كل تجربة 50 عينة و يقوم بتصويرها. و لكنه لم ينشر الا صورة واحدة من مجموعة و حجب باقي الصور و لم يسمح لأحد بالاطلاع عليها. كما أنه لم ينشر أي صورة تتعارض مع نظريته أو حتى أي انحراف بسيط عنها. فاذا كانت نظريته صحيحة فان باقي الصور يجب أن تكون متقاربة أو حتى متفقة في الشكل العام للكريستالات الناتجة. فلماذا اذا الاصرار على حجب باقي النتائج. و كيف يمكن التأكد من صحة نظريته اذا كانت هو نفسه الذي يختار النتائج التي تنشر و الأخرى التي لا تنشر.

  

3- تعارض نتائجه مع نتائج مثبتة علميا عن طريق علماء معروفين:

في بحث أجراه Dr. Kenneth Lebbrecht أستاذ و رئيس قسم الفيزياء في جامعة Caltech ، كانت كريستالات الماء الناتجة عن تجمد بخار الماء تتكون حسب الشكل المنحنى التالي.

 

منحنى تشكل كريستالات الثلجMorphology Diagram for Ice Crystal Formation 

قام Libberecht في بحثه بدراسة ظاهرة تكون الكريستالات الثلجية من تجميد البخار الماء و التي قال عنها في ورقته البحثية “The Physics of Snow Crystals” أنها تمثل حالة ممتازة لدراسة ديناميكية تكون كريستالات الثلج. قدم Libberecht في هذا البحث نموذجا لتكون كريستالات الثلج و علاقة درجة الحرارة بشكل الكريستالات. و استعان في بحثه بمنحنى التشكل Morphology Diagram الذي ابتكره العالم Ukichiro Nakaya .

التعارض الذي نشير اليه يأتي من ذكر ايموتو في شرحه للخطوات التي اتبعها لتكوين و تصوير عينات الماء أن العينات كانت تجمد عند درجة حرارة -25 °C و أن التصوير تحت الميكروسكوب كان يتم عند درجة -5°C . و كانت أشكال الكريستالات الناتجة هي كريستالات رقيقة مسطحة. و لكن حسب منحنى تشكل الثلج السابق فان عند درجة حرارة -5°C يكون شكل الكريستالات سداسي عمودي رأسي  و ليس مسطح رقيق أفقي. انما يكون كلامه صحيحا عند درجة -2°C .

فاما أن يكون ايموتو قد أخطأ في درجة الحرارة التي كان يعمل عندها و اما أن الصور التي نشرها ملفقة لأنها لا يمكن أن تنتج عند درجة -5°C .


اذا فما هي حقيقة الصور الكريستالات التي ينشرها؟

اعتمادا على المعلومات التي قدمها ايموتو عن كيفية التصوير ، و بالاستعانة بدراسة Dr. Kenneth Libbrecht فاننا نقدم تصورا لكيفية تشكل كريستالات ايموتو:

  

كريستالات الماء موجودة أصلا  في الطبيعةندفات الثلج (Snowflakes)

هي ببساطة عبارة عن عدة كريستالات من الثلج ملتصقة ببعضها البعض. تأخذ كريستالة الثلج الواحدة شكلا سداسيا Hexagonal Lattice من ذرات الأكسجين و الهيدروجين. و تتكون كريستالة الثلج هذه بسبب تكثف بخار الماء مباشرة الى ثلج عند درجات الحرارة المنخفضة جدا. و على حسب درجة الحرارة التي يحدث عندها هذا التكثف ، يكون شكلSnowflake مختلفا و كذلك حسب درجة تشبع الهواء ببخار الماء.
   
  
ولأن الأساس هو الكريستالة الثلجية السداسية ، فان الشكل الناتج يكون اما كريستالات عمودية أو كريستالات مسطحة حسب أي أوجه الكريستالة السداسية ينو أسرع. فاذا ما كانت الأسطح الجابية أسرع نموا ، كانت الكريستالة عمودية (شكل قضيب سداسي الأوجه).

 

 و اذ كان نمو السطحين الأعلى و الأسفل هما الأسرع ، كانت الكريستالة مسطحة أفقية كما في الشكل المقابل. تعتمد هذه العملية على درجة الحرارة بشكل أساسي.
  شكل توضيحي يبين الكريستالات السداسية             

  انSnowflakes موجودة في ثقافتنا منذ زمن قديم. فاذا كان عندك أحد المفارش القديمة المشغولة يدويا في بيتك فغالبا ما ستجد عليها نقشات لندفات الثلج كما في الصورة التالية!

صورة لأعمال يدوية مشغولة على شكل ندفات الثلج Snowlflakes

  فاذا كنت تعتقد أن ايموتو هو أول من أتى بهذه الأشكال فهذا غير صحيح. انها تظهر في البلاد الباردة بشكل طبيعي. بدون توجيه كلام أو أفكار للسحاب أو للثلج المتساقط!!


كيف تتكون Snowflakes؟ تتكون بتكثف لبخار الماء حول ذرة غبار في الهواء عند درجة حرارة منخفضة جدا ليكون قطرة متجمدة ضئيلة. ثم يتكثف بخار الماء حول هذه القطرة المتجمدة مكونا كريستالة سداسية أولية.تنمو هذه الكريستالة السداسية باستمرار تكثف بخار الماء عليها ثم تبدأ أن تخرج منها تفرعات عند أركانها الستة.

تنمو تفرعات الكريستالة الواحدة بنفس المعدل لأن درجة الحرارة و الرطوبة تكون ثابتة على الكريستالة كلها في نفس اللحظة. أي أن الفروع الستة تكون تأخذ نفس الشكل لأنها تنمو تحت نفس الظروف. أما عن التنوع في أشكال snowflakes من واحدة لأخرى فهو يحدث اذا ما اختلفت درجة الحرارة أو نسبة بخار الماء الموجود حولها أثناء نموها.

صور كريستالات طبيعية من شمال أونتاريو ، آلاسكا ، فيرمونت ، جبال سييرا نيفادا بولاية كاليفورنيا    

المصدر  www.snowcrystals.com 

   

 صورة مجمعة للعديد من أشكال الكريستالات أو    Snowflake   التي تم انتاجها في المعمل مثل الموجودة في الطبيعة. المجموعة في اليسار تكونت عند درجة حرارة -2 درجة مئوية. المجموعة في المنتصف عند درجة -5 درجة. و المجموعة في اليمين تكونت عند درجة -15 درجة مئوية.  المصدر     The Physics of Crystals – Dr. Kenneth Libbrecht 

 

                            مراحل تكون ندفة الثلج snowflake  المصدر الموقع الرسمي للدكتور Kenneth Libbrecht

www.snowcrystals.com

لماذا نذكر هذه المعلمومات؟

لنبين حقيقتين أساسيتين:

الأولى: أن كريستالات الماء التي يعرضها ايموتو و التي قد يظن البعض أنها تحدث فقط نتيجة تعرض الماء لمؤثرات خارجية انما هي تحدث تلقائيا في الطبيعة أصلا.  لاحظ أن الأشكال التي قدمها ايموتو تأخذ نفس الأشكال التي يقدمها Dr. Libberecht.

الثانية: ان هناك سيناريو آخر أكثر منطقية يفسر الصور التي التقطها ايموتو عن ذلك الذي يدعيه كما في الفقرة التالية.

تفسير الصور التي قدمها ايموتو

  1. – يقوم ايموتو بتجميد قطرة مياه عند -25 الى -30 درجة    
  2. – يضع ايموتو القطرة المجمدة تحت الميكروسكوب في درجة حرارة غرفة -5 درجة مئوية.    
  3. – كما يعرض في موقعه ، تكون العينة غير محكمة الغلق (معرضة للهواء) و الفني القائم على التصوير ليس بمعزل عن التأثير عن العينة بسبب تنفسه بالقرب منها في هذه الغرفة الباردة.    
  4. ينتج عن تنفس الفني بخار ماء يغير من كمية الرطوبة حول العينة غير المحكمة الغلق.     
  5. يتكثف بخار الماء على السطح الثلجي و يكون كريستالة سداسية.    
  6. باستمرار ارتفاع درجة حرارة العينة (حيث يقول ايموتو أنه يلتقط الصورة عندما تبدأ قطرة الماء في الذوبان) فان الفروع و العناقيد تنمو من أركان الكريستالة السداسية الأولية طبقا لمنحنى التشكل Morphology Diagram  بينما تذوب قطرة الماء المتجمدة.
  7. تكون الصورة التي يلتقطها ايموتو للsnowflake التي تكونت حديثا و ليس لقطرة الماء التي تذوب. لاحظ أن في الفيديوهات التي يعرضها ايموتو يظهر دائما شكل كريستالة تنمو و من أسفل منها اللون الباهت لقطرة الماء التي تذوب.
  8. بسبب عشوائية ظروف التجربة و عدم احكام عزل العينة عن المؤثرات الخارجية و التغير المستمر في كمية الرطوبة في الهواء ، تنتج أشكال كريستالات مختلفة أو لا تنتج على الاطلاق.
     
صور مأخوذة من موقع ايموتو www.masaru-emoto.net يظهر فيها العينة غير المحكمة و قرب القائمين على التصوير من هذه العينة المعرضة للهواء

هذا السيناريو محتمل علميا جدا و يبدو أكثر منطقية و واقعية من كلام ايموتو الذي لا يستطيع أن يجيب على الكثير من الاستفسارات مثل:

  • لماذا لا ينشر كل الصور التي التقطها
  • لماذا لا يوافق على اجراء هذه التجربة في وجود جهة محايدة
  • لماذا لا يستطيع تكرار نفس التجربة ليحصل على نفس النتائج. فاذا كان كلامه أن كلمة مثل “شكرا” لها تأثير محدد و تعطي شكلا معينا ، فانه يجب أن تعطي نفس الشكل عند تكرار التجربة و هو الأمر الذي لم يستطع أن يقدمه.

و نحن نتفق مع Dr. Libberecht أن ايموتو كان يلتقط الكثير من الصور و كان يختار منها فقط ما ينسجم مع فكرته و ينسب منها ما يريد الى الكلمات و الصور التي يريد و يترك الباقي.

فمثلا قال أن صورة هذه الكريستالة الجميلة نتجت من تعريض عينة الماء لصورة لمعبد ايزومو (Izumo Shrine) في اليابان. هذا المعبد تقام فيه الطقوس و الاحتفالات تقربا لاله الزواج عند اليابانيين. فاذا ما افترضنا أن الماء يستجيب فعلا للصور ، فهل سيستجيب بصورة جميلة لمعبد وثني تقام فيه شعائر وثنية؟!!

 

معبد ايزومو في اليابان – مخصص لاله الزواج أوكونينوشي

كريستالة شكل قلب تظهر عند رسم قلب على الزجاجة   كريستالة يظهر فيها وجه الفيل    صورة الفيل التي استخدمها ايموتو !

 

على الرغم من سذاجة هذه الادعاءات الا أنها تبدو منطقية عند ايموتو الذي يعتقد أن أجدادنا أتوا من الفضاء و كانوا سحبا أمطرت على الأرض!!

Homeopathy”
تابع سلسلة المقالات