تصنيفات

هذه المقالة هي[part not set] من 28 سلسلة مقالات الرد العلمي على ممارسات الطاقة

 أولا: هناك مؤيدون لايموتو!!

 اقتنع الكثيرون من العوام بنظرية ايموتو. و استخدما الكثير من المروجين لعلوم الطاقة لاثبات حقيقة ادعاءاتهم. و هاتان الفئتان هم السواد الأعظم من المؤيدين لفكرة ايموتو. اقتنع العوام لأنها كانت تبدو لهم صحيحة بسبب العرض غير الكامل لها و عدم تقديم التحليل الموضوعي لعمل ايموتو و أفكاره. أما المروجين للطاقة فقبلوها لأنها تصب في مصلحتهم و قدمت لهم وسيلة فعالة في اقناع الناس    . 

و هناك أيضا بعض المتخصصين الذين عندهم نفس تصورات ايموتو الفلسفية و العقيدة في الماورائيات و القدرات فوق الحسية الذين يطوعون خبرتهم في اثبات هذه الأفكار. و لكن لأنهم بدأوا بالاعتقاد قبل الاستدلال فان تجاربهم تعطي تنائج موجهة مثلما حدث مع ايموتو.  

نذكر في السطور القادمة التجربة التي قام بها د. دين رادين و التي  أراد بها أن يصلح العيب في نظرية ايموتو.

 Dean Radinهو باحث و مؤلف في مجال الباراسيكولوجي و القدرات فوق الحسية  (حاصل على الماجيستير في الهندسة الكهربية الدكتوراه في علم النفس التعليمي). انتخب رئيسا لجمعية الباراسيكولوجي عدة مرات. و يعتبر من أكثر المؤيدين للظواهر الخارقة و من الباحثين من أجل اثباتها بشكل علمي    .

نقلا من دراسة Dr. Dean Radin بعنوان “Double Blind Test of the Effects of Distant Intention on Water Crystal Formation” 

أراد رادين في تجربته أن يثبت أن عمل اختبار التعمية المزدوج     (Double Blind Test) سوف يؤيد نظرية ايموتو. فقام بالتعاون مع ايموتو بعمل التجربة بحيث يكون رادين في أمريكا و ايموتو في اليابان. في هذه التجربة يطلب ايموتو من     2000 متطوع مجتمعين في طوكيو أن يوجهوا صلاتهم و دعائهم للماء المراد اختباره الموجود عند رادين في كاليفورنيا لمدة     5 دقائق. أرسل رادين بعدها الماء الذي قصده المتطوعين الى ايموتو ليصور كريستالات الماء الناتجة منه. و أرسل معه أيضا زجاجات ماء آخر لم يتعرض لهذه الصلاة و لم يخبر ايموتو أي العينات هو الماء الذي وجهت اليه الصلاة و أيها الماء العادي. أخذ ايموتو عينات من الماء و قام بتصويرها. و أرسل الصور الى رادين    . 

كانت النتيجة هي  40 صورة هي صور الكريستالات التي نتجت (لم تنتج كل عينات الماء كريستالات). و كان عدد صور الكريستالات التي نتجت هي 24 للماء المعالج بالصلاة و  16 للماء العادي    .

عمل رادين استطلاعا للرأي على الانترنت و أخذ نتائج أسرع مائة مشارك في تقييم الصور الناتجة. كان المطلوب من كل مشارك أن يقيم الصور الناتجة من 0 (صورة غير جميلة) الى 6 (صورة جميلة جدا). كانت النتيجة كالتالي:

 

 الجزء الأيسر هو للماء المعرض للصلاة و الجزء الأيمن للماء العادي. في المتوسط كانت النتيجة 2.9 للماء المعرض للصلاة مقابل 1.9 للماء العادي.

استنتج رادين من هذه النتيجة أن مزاعم ايموتو صحيحة. و العجيب في من يأخذ هذه التجربة كدليل على صحة كلام ايموتو أنه لم يأخذ في اعتباره عدة نقاط:

و تذكر معي أن هذه النتائج هي لماء تم توجيه صلاة 2000 شخص اليه لمدة 5 دقائق.

–  سجلت العينة رقم للماء المعالج و العينة رقم 13 للماء العادي أعلى درجات الجمال التي وجدها المشاركون (حوالي 71%). أي أن أعلى درجات الجمال قد تم تسجيلها على عينة ماء عادي أيضا. فلماذا أنتج الماء العادي كريستالات جميلة أيضا بدون أن يصلي عليه أحد؟

 تم نشر نتيجة هذه التجربة في عام 2006. فاذا كان رادين واثقا في تجربته و صادقا في نتائجه فلماذا لم يعتمد عليها هو أو ايموتو في تحدي جيمس راندي الذي اشترط أن تتم التجربة عن طريق جهة محايدة  لضمان عدم التلاعب؟

لم تسجل أي من العينات درجة أعلى من 4.3 أي حوالي 71% عينة جميلة (أليست هذه النسبة قليلة على كل هذا التركيز من صلاة 2000 شخص على عينة الماء؟!!)

المتوسط نفسه الذي قدمه رادين (2.9 من 6) للماء المعالج هو مستوى منخفض جدا (أقل من 50%) على مستوى الجمال. هل من المعقول أن تكون هذه هي النتيجة لماء تعرض وجهت عليه صلاة 2000 شخص في حين أنه نشر صور كريستالات ناتجة عن الصلاة  و الشكر (من لصق ورقة على الزجاجة فقط) كما يلي.

   

من موقع ايموتو  كريستالة ماء تعرضت لكلمة “شكرا           كريستالة ماء ناتجة عن الصلاة على الماء


 
ثانيا: رأي المتخصصين في نظرية ايموتو
 

 Professor Kenneth G. Libberecht   أستاذ و رئيس قسم الفيزياء في جامعة Caltech

  ثم يكمل Libbrecht   قائلا” لم يقم السيد ايموتو بنشر عمله في أي منتدى علمي حيث تخضع للتدقيق. و لكنه يقدمه فقط في كتب يقوم بنشرها بنفسه حيث يمكنه أن يقول فيها ما يشاء. ان أبسط المباديء الفيزيائية تقول ان عمل السيد ايموتو لا يمكن أن يكون صحيحا الذي لم يستطع أن يقنع المجتمع العلمي بأن تجاربه لها أي كفاءة على الاطلاق.”

http://www.its.caltech.edu/~atomic/snowcrystals/myths/myths.htm

 James Randi   رئيس مؤسسة راندي التعليمية

“قد يظن د.ايموتو أن ما يفعله هو علم و لكنه ليس كذلك. انه لا يقوم باختبار تعمية مزدوج   (Double Blind Test)    لسبب واحد و هو أنه سيدمر تجارب الهواة التي يعملها من أول لحظة. لو كان سيختار الكلمات التي سيعرضها للماء عشوائيا بدون أن يعلم ما هي هذه الكلمات فان بحثه عن تفسير للنتائج سيكون غير حاسما. سأراهن بجائزة المليون دولار بهذا القول. اذا أراد ايموتو أن يفوز بالجائزة فليوافق أن يجري الاختبار بدون أن يعلم الكلمات مسبقا. و أنا أتوقع نتائج مبهمة لا تثبت أي شيء.”

 http://www.randi.org/jr/052303.html

 –  Randy Johnsonماجيستير – بيولوجي و صاحب أحد أكبر مواقع الانترنت فيما يخص المعلومات حول الماء و المنتجات المزيفة و طرق الاحتيال عن طريق منتجات المياه

يقول جونسون: “ان رسالة ايموتو ليست أساسا عن كريستالات الماء. انه يستخدم أشكال كريستالات الماء كوسيلة لنشر أفكاره عن العلاقات  الانسانية ، الله ، أصل الانسان ، البيئة و مواضيع أخرى تهمه.”

http://www.cyber-nook.com/water/Emoto_LittlePrince.htm 


   

ثالثا: مروجون لهذه الأفكارفي بلادنا

لم يكن كل هذا من كلام ايموتو ليضرنا الا بسبب اتخاذ البعض له كمرجع لاثبات نظرياتهم الخاصة. بل حتى ان الاعلام أعطاهم الفرصة ليقدموا مثل هذه المغالطات في وطننا العربي على أنها علم. بل و الأسوأ من ذلك هو اتخاذ مثل أعمال ايموتو كاثبات و دليل على صدق كلام هؤلاء و نظرياتهم مثل أن شكل الحروف له تأثير على الماء و على صحة الانسان. و يقدمون بناء على مثل هذه الأوهام منتجات من رسومات و نقوشات و يدعون أن لها تأثير ايجابي على صحة الانسان.

فالسؤال الآن هو ، هل لا يعلم هؤلاء حقيقة ما يقدمون أم أنهم يعلمون؟

فاذا كانت الاجابة أنهم لا يعلمون فهي مصيبة. و اذا كانوا يعلمون فهي مصيبة أكبر بكثير.

نتناول هذا الموضوع في بحث قادم ان شاء الله.


و أخيرا.. ردا على الملتبس عليهم علاقة قراءة القرآن على الماء بالنظريات مثل نظرية ايموتو   

تنقسم الأسباب التي خلقها الله سبحانه وتعالى إلي نوعين اثنين:
1- أسباب شرعية
2- أسباب كونية
فالأسباب الشرعية هي تلك الأسباب التي دل عليها الوحي المعصوم وفق النصوص الشرعية كتاباً وسنة وما يتعلق بنتائجها في الدنيا والآخرة ( عالم الغيب والشهادة )، فهي كل ما جعلها الله تعالى أسباباً على وقوع مسبَّبات بنصوص الشرع ، كما جعل الرقية الشرعية والعسل والحبة السوداء علاجاً للأمراض ، وكما جعل التقوى وصلة الرحم مصادر للرزق ، وهذه الأسباب خاصة بالمسلمين ، وهي ممكنة الإضعاف والتعطيل لحكَم جليلة كذلك .

أما الأسباب الكونية فهي تلك الأسباب التي جعلها الله سبباً في أصل الخلقة والنشأة والتكوين، ولهذه الأسباب صفات وعلامات :
1. منها أن منها ما هو حلال ومنها ما هو حرام في الشرع .
2. أنها لا تختص بالمسلمين بل بعموم الخلق .
3. أنها وإن كانت أسبابا لما جعله الله أسبابا له ؛ فإنما كانت كذلك بخلق الله تعالى وتدبيره وتصريفه ؛ فإن شاء سبحانه أمضاها على ما خلقها له ، ووضع فيها آثارها ، وإن شاء عطلها عن ذلك ، وإن شاء جعلها في ضد ما خلقت له ، لا معقب لحكمه سبحانه ، ولا راد لقضائه .
قال ابن القيم – رحمه الله – عن الأسباب – : ” ومنهم مَن أثبتها خلقاً وأمراً قدراً وشرعاً ، وأنزلها بالمحل الذي أنزلها الله به من كونها تحت تدبيره ومشيئته ، وهي طوع المشيئة والإرادة ومحل جريان حكمه عليها ، فيقوي سبحانه بعضها ببعض ، ويبطل إن شاء بعضها ببعض ، ويسلب بعضها قوته وسببيته ، ويعريها منها ويمنعه من موجبها مع بقائها عليه ؛ ليعلم خلقُه أنه الفعَّال لما يريد ، وأنه لا مستقل بالفعل والتأثير غير مشيئته ، وأن التعلق بالسبب دونه كالتعلق ببيت العنكبوت ، مع كونه سبباً ” انتهى من ” مدارج السالكين ” ( 1 / 244 ) .

كما أننا نؤمن بآيات الله و أحاديث الرسول صلى الله عليه و سلم التي أتت بحقائق علمية. و لكن ينبغي أن نحذر من اساءة استخدام البعض لهذا الاعجاز العلمي والإفراط فيه دون التقييد بضوابطه العلمية حتي لا يتدسس خلفة مروجو الضلالات الفلسفية باسم العلم مستغلين قبول عامة المسلمين لأي موافقة علمية جديدة لآيات القرآن أو أحاديث الرسول صلى الله عليه و سلم.
فالبعض أصبح يستغل هذا القبول من أجل تمرير أفكاره الخاصة وسط عامة المسلمين من هذا المدخل. فيعرضون نظريات ونتائج غير صحيحة في حقيقتها ويدعون أنها موافقة للقرآن والسنة فتكتسب عند الناس مصداقية. و بهذا يحدث لها قبول وإقبال من العامة بسبب عرضها في شكل يبدو علميا، أوعرضها تحت غطاء الشرع. ومن سيشكك في اثباتات علمية لتأثير آيات الله؟ طبعا يكون الغالب على تفكيرنا القبول بل و الاستحسان أيضا.
وهكذا يتقبلها العامة و يستدلون بها على عظمة القرآن. فيتناسى مراجعتها بدقة وإخضاعها للضوابط الشرعية والعلمية قبل الإستدلال بها بل تصبح هي من المسلمات التي يمكن البناء عليها في المجالات الأخرى مكتسبة شرعية ومصداقية. ولكنها مصداقية نتيجة حيلة خبيثة وغش وتدليس ليست مصداقية موضوعية.

فهي في حقيقتها مثل حصان طروادة التي تسللت الى داخل مجتمعاتنا ووعينا لتشوه تصوراتنا بهدف تمرير فكرة قدرات العقل والوعي والنية ومع الوقت تبدأ المبالغة في هذه القدرات وينفتح التعامل مع عالم الغيب بدون أي ضوابط. هذا ليس سبقا للأحداث. انما هو واقع يتسع و ينمو . واذا لم ننتبه الى مثل هذا الخطر ونوقفه الآن، فبمرور الوقت سيكون ايقافه أصعب. والأسوأ أننا نجد من بدأ يعتقد في مثل هذه الأفكار دون أن يدري. بل يظن أنها أفكار طيبة و يدافع عنها .

تابع سلسلة المقالات