تصنيفات

هذه المقالة هي[part not set] من 5 سلسلة مقالات تاريخ العداوة وسنة التدافع

و لا شك أن لكل مجال من هذه المجالات أهميته البالغة؛ فكل مجال منهم متغلغل في حياة الناس لا ينفكون عنه و لا ينفك عنهم ؛ فتأثرهم به حتم لازم .

ولقد أفصح الشيطان و حزبه عن مخططه لإغواء بني آدم و السيطرة عليهم ليكونوا تحت إمرته و لوائه؛ فوضع لهم الأصول التي يسيرون عليها و رسم لهم الخطوط العريضة بما لا يحيد عن الهدف المطلوب… و ليتخذ منهم جنوداً لنشر دعوته تاركاً لهم حرية الإبداع و التجديد ضمن هذا الإطار الذي وضعه لهم.

و من هنا توالت الأفكار و النظريات من شياطين الإنس و الجن علي البشرية جمعاء لإضلالها و غوايتها عن سبيل الهدي و الخير،كلٌ يُبدع في مجاله الذي بَرع فيه، سائراً علي الأصول الموضوعة له، فلا يخرج عن إطارها و لا يحيد عن طريقها كما قال الله تعالي { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ }[1]

هؤلاء الشياطين – من الإنس والجن – الذين قدر الله أن يكونوا عدوا لكل نبي ، يخدع بعضهم بعضا بالقول المزخرف ، الذي يوحيه بعضهم إلى بعض – ومن معاني الوحي التأثير الداخلي الذي ينتقل به الأثر من كائن إلى كائن آخر – ويغر بعضهم بعضا ، ويحرض بعضهم بعضاً على التمرد والغواية والشر والمعصية . . وشياطين الإنس أمرهم معروف ومشهود لنا في هذه الأرض ، ونماذجهم ونماذج عدائهم لكل نبي ، وللحق الذي معه ، وللمؤمنين به ، معروفة يملك أن يراها الناس في كل زمان . “[2]

و لا مانع أن تتعارض أفكار و تظريات الضلال من جهة إخري؛ و يتصارع أصحابها فيما بينهم علي الرغم من توحد أصولهم، فكلاهما علي باطل، و كلاهما من جند إبليس المخلصون؛ فيتصارعون فيما بينهم لمزيد من الضلال و الإضلال و  إضراماً  لنار الفـتنة؛ و ليذيقهم الله بعضهم بأس بعض بما اتخذوا الهدي و النور وراء ظهورهم و بما أشركوا و نسوا يوم الحساب.



3- (الأنعام : 112 )

4- في ظلال القرآن –  لسيد قطب رحمه الله في تعليقه علي سورة الأنعام –

تابع سلسلة المقالات