تصنيفات

من التواصل مع الأموات و الارواح إلي التواصل مع الجمادات..!

هذه المقالة هي[part not set] من 61 سلسلة مقالات بحث سبيلي حول العلاج بالطاقة

و لا يتوقف التطور عند هذا الحد، بل يصل إلي التأثير في الجمادات و السيطرة عليها و التحكم فيها و في ذراتها بمجرد التفكير ! 
فعلى سبيل المثال تزعم الدكتوره مها هاشم أنه عند إجراء تمارين طاقيه مكثفه و تأملات لفترات طويله تزداد طاقة الممارس، الأمر الذي قد ينتج عنه تلفيات للأجهزة الإليكترونية التي يستخدمها الممارس أو القريبة منه !


و هذا عين ما تضمنته الورقه البحثية للمركز الكندي ” فهم الإرتقاء والتعامل مع الأعراض والآثار الجانبية” حيث ورد فيها ضمن الأعراض الجانبية : ” احتراق المصابيح الكهربية و الأجهزة الالكترونية ؛ اذا حدث معك هذا الأمر فانك تصل الى معدل ترددي عالي جدا و غالبا ما ستكون معالجا متمكنا أو قناة اتصال أحد الأرواح (!). هذا بسبب دخول كميات كبيرة من الطاقة في هيئتك المادية. انها يمكن وصفها كما لو أن 50000 فولت كهربي جاءت مرة واحدة. ليس الجسد فقط هو الذي يمكن ألا يستطيع المواكبة و لكنها تدخل الجسم و تخرج منه و عندما تفعل فانها تؤثر على الأجهزة الالكترونية.”[1]

كل هذا من أجل تمرير فكرة الإرتقاء الروحي و التطور الجسدي!
و المتتبع لتصريحات معالجي الطاقة في هذا الباب – التواصل مع الجمادات – يجد العجب العجاب فقد صرح حسين والي[2] أن الإنسان يستطيع التأثير على التليفون المحمول إذا ما كانت إشارته ضعيفة عن طريق الكلام معه و إبداء الشكر و الإمتنان له و ذلك في مقال له على موقع جريده اليوم السابع فيقول :” إن أى كائن حى أو جماد أو نبات على وجه الأرض محاط بطاقة ومجال كهرومغناطيسى حوله يسمى “الهالة”، إذا قمت بتشجيعه وتحفيزه والتحدث بشكل إيجابى عنه تتحسن هالته، مضيفاً أنه يجب عليك أن تشكر هاتفك النقال، لأنه ستزداد طاقته أكثر إذا شعر برضاك عنه وتزداد طاقته الكهرومغناطيسية، وذلك وفق التجارب العلمية التى أثبتت ذلك.[3] و كالعاده لا يتورعون أبداً عن الكذب في زعمهم أن التجارب العلمية أثبتت ذلك؛ و لا مانع أبداً من أسلمة هذا المفهوم بضرب أمثلة من معجزات الرسول صلى الله عليه و سلم كتسبيح الحصى في يديه الشريفتين.. أو أنين الجذع له صلى الله عليه و سلم ..كأمثله على هذا التطور الروحاني و الذي قد يصل إليه المعالج و المتأمل في مراحل متقدمه.[4]

إن ما سبق ليس سوى بعض الأمثلة الواقعية على تلبس هؤلاء المعالجين بالطاقه بهذه العقائد الباطنية و الفلسفات الضالة بعلم أو بجهل منهم ؛ و ليس الأمر محصوراً في من ذكرت؛ وإنما أحببت أن أتناول بعض من يتصدر منهم للإعلام و يظهرون بكثره على الشاشات و مواقع الإنترنت حتي يتبين لأتباعهم المنخدعين فيهم مدي انحرافهم، و إلا فقائمة من يروج لهذه الضلالات تطول؛ بل إن كتب العلاج بالطاقه في مصادرها الأصلية تعج بذلك[5] ؛ و ما ذلك إلا لتأثرهم بالأصول الوثنية لهذه الممارسات و التي بُنِيَت في أساسها على فلسفة الإتحاد مع الأول الذي بدأ منه الكون بزعمهم ،كما في الطاوية أو الهندوسية و التي لا يمكن الوصول إليها إلا عبر تأملاتهم المزعومه من أجل التطور و الإرتقاء إلي أن يصل الشخص إلي الإستنارة أو النرفانا في البوذية أو ما يسمي بالموكشا الهندوسية ( وهي الإنعتاق من عملية تناسخ روحه – و يحدث له الإندماج و الإتحاد مع الأول فينعتق من تناسخ روحه و يصل للإستنارة الكليه.)

إن المتتبع لهذه الدعوات الهدَّامة و أصولها يتبين له أن هذه الممارسات و التطبيقات المعاصرة المروجة لفكرة التطور الروحي ليست وليدة السنوات القليلة الماضية، كما لا يُعد التمسح في البحوث العلمية – الزائفة – أو أجهزة القياس المعملية المُستخدمة كدليل لإثبات صحة هذه الممارسات أمر مقصور عليهم في هذه السنوات القليلة الماضية.. فقد صرح الدكتور محمد محمد حسين في كتابه منذ أكثر من خمسين عاماً بهذا الذي نراه الآن شاخصاً أمام أعيننا بل إن هذه الدعوات[6] لها أصول تاريخية قديمة يمكن إيجازها بكل محاولة لتفسير عالم الغيب عامة و عالم الروح خاصة بالإعتماد علي الفكر البشري المحدود، أو وساوس ووحي شياطين الجن و الإنس بعيداً عن هدي الأنبياء و نور الوحي المعصوم معتمدين علي تفسيرات باطنية لنصوص الوحي تارة..أو علي تلبيسات علمية تارة..و مزيج من فلسفات حضارات قديمة..تارة أخري .

يقول د.محمد محمد حسين : “و الواقع إن صانعي الروحية الحديثة و مروجيها لهم منطق خلاب جذاب في تدعيم دعاواهم و لفت الأنظار إليها و جمع الأنصار و الأصدقاء حولها، فهم يدعمون دعاواهم بنصوص مما جاء في الكتب السماوية و المتشابه الذي يحرفونه عن مواضعه بعد أن يبتروه من سياقه و يقطعوه عن مناسبته و يخرجوا ألفاظه عن مدلولها جاهلين أو مدلسين. و هم يدعمون هذه الدعاوى أيضاً بنصوص من المأثور من التاريخ عن السابقين الأولين من المجاهدين و الحواريين و الصالحين بعد أن يخضعوه لمفاهيمهم و يقيسوه علي أشباه له مما ينسبونه لوسطائهم، مما جرت نظائره و لا تزال تجري على أيدي المشتغلين بالشعوذة و الطلاسم. و لهم براعة فائقة في تدعيم ذلك كله بالعلم التجريبي الحديث و ربطه بقواعده و أصوله و الإستعانة على ذلك بأجهزة و آلات تضفي علي أوكارهم ثوب الجدّ و الوقار الذي ينبغي للبحث العلمي المنزّه عن الأغراض و المحاط بالضمانات التي تدفع شبهة الغش و الخداع . لذلك لم يكن عجيباً أن تجتذب دعاواهم كثيراً من الأسماء الضخمة الرنانة في الشرق و في الغرب[7]

و لقد ساهمت وسائل الإعلام عن طريق العديد من الأفلام السنيمائية والمسلسلات التليفزيونية في نشر هذه الأفكار و ترسيخها في النفوس بل وإمتدت أيضاً لتشمل مسلسلات الكارتون المخصصة للأطفال و التي ينشأ الطفل عليها بكل أسف ثم يتنقل في مراحله العمرية و هي تصاحبه في الألعاب الإليكترونية ؛ ثم في الفضائيات و في دورات التنمية البشرية ثم في العلاج من الأمراض ؛ وأذكر على سبيل المثال ما تشكله وسائل الإعلام من خطر في نشر هذه الأفكار الهدامة و التي تنشر فكرة التطور بوجه عام و فكرة الطاقة بشكل خاص

الأفلام السينمائية

1-   X-Men ( Marvel series )

2-   The fountain

3-   Avatar

4-   The last airbender

5-   The man who stares at goats

6-   Peaceful warrior

7-   The craft

8-   Street fighter

الأفلام و المسلسلات الكارتونية

1-   مسلسل ناروتو[8] – متوفره كذلك كلعبه إليكترونية

2-   مسلسل مقاتلي الشوارع ( street fighter  ) – متوفره كذلك كلعبه إليكترونية

3-   مسلسل بليتش

و هكذا يجد المرء نفسه محاطاً بهذه الأفكار و الممارسات ليشب عليها الصغير و يشيب و يهرم عليها الكبير فتترسخ هذه الضلالة – التطور – شيئاً فشيئاً في النفوس فيصعب إنتزاعها بعد ذلك. إن الأمر جد خطير؛ و يلزم من تضافر الجهود المبذولة و السعي الجاد في التصدي لهذه اللوثات العقدية و الفكرية التي أصبحت تعصف بعقيدة المسلم و تعمل على هدمها ليل نهار و بكل السبل المتاحة .


 [1]– راجع Understanding Ascension and Coping with the Symptoms and Side Effects فهم الإرتقاء والتعامل مع الأعراض والآثار الجانبية” نقلاً من ورقة بحثية للمركز الكنديHealing the heart of humanity

[2]– أحد المعالجين بالطاقه في مصر

[3]– مقال على جريدة اليوم السابع بعنوان ” متخصص للعلاج بالطاقة: احذروا.. الحرب العالمية القادمة ” بتاريخ 31-8-2011

[4]– يلاحظ عند ضرب الأمثلة بمعجزات الأنبياء ما يلازمها من تمرير فكرة أن المعجزات ليست حكراً علي الأنبياء وحدهم! بل هي متاحة لأي إنسان استطاع الإحاطة بسننها !

[5]– راجع إن شئت إصدارات العلاج بالبرانا لتشوا كوك سوي؛ و كتب العلاج بالريكي و التشي كونج؛ و كذلك كتب مريم نور و مها نمور و كتابات بشار عبد الله و كتابات صلاح الراشد و ابراهيم الفقي و القائمة تطول.

[6]– و التي تعرف اليوم بالروحية الحديثة (!)

[7]– “الروحية الحديثة .. حقيقتها و أهدافها ” صـ 23 -24 لمحمد محمد حسين

[8]– و هي من أخطرهم على الإطلاق و ذلك لأسباب :

·         أنها مبنية على فلسفات الطاقة صراحة بما فيها مصطلحاتها من ( الشاكرات و المريديانات و الهالة الأثيرية )

·         تضمنها تمارين على السحر صراحة و من عقود بالدم بين الإنس و الجان و الشياطين

·         تعج بالشرك و الكفريات الصريحة من الديانات البوذية و الهندوسية صراحة

·         طول حلقاتها فقد تجاوزت ال 600 حلقه كانت بدايتها عام 1997 و مستمرة حتي يومنا هذا مما يعني أن من شب معها منذ بدايتها قد تجاوز عمره الآن العشرين عاماً.!

·         حبكتها الدرامية الشديدة.

·         تتضمن إيحائات جنسية و غير أخلاقية كثيرة

·         منتشره جداً في الدول العربية

تابع سلسلة المقالات