تصنيفات

المشعوذون الجدد وطامة جديدة من طوامهم، ويمثلهم هنا: أحمد عمارة

ملاحظة سبيلي: المقال (الديانات السماوية نظرة نفسية متعمقة مدعمة بالأدلة) الذي يرد عليه د.عبد الرحمن في مقاله هذا هو جزء أول وله جزء ثاني تراجع فيه أحمد عمارة عن بعض ما ذكره في مقاله الاول؛ ولا يمثل تراجعه هذا أي قيمة عن الطوام التي أسس لها في مقاله الاول وإنما هو أسلوب معروف يتبعه دوماً كما فعل في مقاله حول محاولة النبي للإنتحار؛ فهو يهدف من وراء هذه المقالات لزعزعة عوام الشباب ممن لا نصيب لهم كافي بالعلوم الشرعية من أجل تشكيكهم في ثوابت الدين ومرجعية السنة المطهرة

المشعوذون الجدد وطامة جديدة من طوامهم، ويمثلهم هنا أحمد عمارة:

بقلم: د.عبد الرحمن ذاكر الهاشمي

لافتة: كان قد وعد جمهوره بأنه سيعلق على حلقتي (المشعوذون الجدد) في رمضان أو بعده !!! ولم يفعل حتى الآن !!!

حذرت كثيرا (وغيري من أهل العلم والفضل) من مغبة تصنيم أمثال هؤلاء وما قد يصلون إليه من شعوذتهم إلى عقائد الناس.

خرج علينا قبل فترة في حلقة يغمز ويلمز فيها بكل مخالفيه، ويكفرهم، ويتهمهم بأنهم (يعبدون إلها آخر غير الله)، ثم كتب رسالة طويلة حول توظيف الآيات لتجريم وتفسيق وتكفير مخالفيه. (تجدون رابط الحلقة وتعليقي عليها وعلى رسالته آخر الرسالة).

واليوم، تصلني أكثر من رسالة تطلب مني أن أعلق على هذا المقال الذي امتلأ بطامات كثيرة، ومغالطات أكثر، هذه منها:

رابط المقال (الجزء الأول)، عنوان المقال: “الديانات السماوية نظرة نفسية متعمقة مدعمة بالأدلة” !!!

تمر الفقرات دون (أدلة داعمة) سوى (فهمه النفسي العميق)، ودون الإحالة إلى أي مرجع/كتاب (علمي)، وهذا من عادته وعادة إخوانه من (المشعوذين الجدد) !!! وكأن الرسالة الموجهة للجمهور: الدليل الداعم = النص + فهمي أنا (فقط)؛ وعندها، تصوروا معي من الذي (يفهمون النصوص) !!!

“نظرة نفسية متعمقة مدعمة بالأدلة”

العنوان في حد ذاته يدل على (اللي على راسه بطحة)، وكأنه يقول: (والله إن كلامي نفسي وعميق وأتحدث بالأدلة، وليس كعادتي سابقا، أهرف بما لا أعرف) !!!

من المعلومات الأساسية

كررها في البداية مرتين، ثم اختزل (المعلومات الأساسية) إلى أمرين:

الأمر الأول: “أن الله سبحانه وتعالى كلامه ثابت لا يتغير” وهذا يفتح بابا كبيرا للحديث في موضوع الناسخ والمنسوخ مثلا !!!
والأمر الثاني: “أن الله سبحانه وتعالى لا يتعامل مع البشر بالشكليات ولا المسميات !!!

ولكن أين المشكلة هنا ؟! المشكلة هنا هو (الاجتزاء) وسوء (المنهج) في (تعليم) الناس والمتابعين.

كنا ندرسها بالأزهر

تدليس بأنه من (علماء الأزهر) مع أن ملايين (العوام) درسوا في (ثانويات الأزهر) !!!

معنى الدين عند الله” !!!

عنوان الفقرة في ذاته مصيبة عندما نقرأ تاريخ الكاتب؛ فهو يكاد (يكفر) مخالفيه ويتهمهم بالتألي على الله، في حين هو يتجرأ بعنونة فقرة بأن ما سيعرف (بعلم الشرعي العميق) هو معنى (الدين) عند الله !!!

بدأ الفقرة (عن الدين) بعبارة “ومن أمثلة ما قضاه الله والذي لا يمكن أن يتغير” ثم بدأ بتفصيل لفظ (قضى) حيث ذكر مثالين: “وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا” ثم إذا به يعرّج على موضوع الدين بقوله “إن الدين عند الله الإسلام، وطبقا لهذه القاعدة فالدين عند الله الإسلام قبل خلق آدم وأثناء تواجد البشر على الأرض وبعد انتهاء الدنيا كذلك” !!! والسؤال هنا: ما علاقة (قضاء الله) بلفظ (إن الدين عند الله الإسلام) ؟! هل قال الله (وقضى ربك أن الدين عند الله الإسلام) ؟! والجواب: لا. هذا مثال من المغالطات المنطقية حيث المقدمة لا علاقة لها بالنتيجة !!!

فاجتمعوا أن كلمة الإسلام معناها: أن يسلم الإنسان وجهه لله سبحانه وتعالى”) !!!

من هم الذين اجتمعوا ؟! وأين الدليل على اجتماعهم ؟! ثم ألست أنت الذي نشرت “خدعوك فقالوا: إن الأمة لا تجتمع إلا على خير، كي يوهموك أن اجتماعهم هو الخير وإجماعهم هو الخير. من هنا بدأ موروث الآباء والأجداد المدمر في الانتشار بين الناس باسم الدين. جعلوا إجماع الأمة من الدين، يعني إجماع الآباء والأجداد” !!! فهل الاجتماع الذي أشرت إليهنا يختلف عن الإجماع الذي تحذر المسلمين من؟!

إذن الدين معناه مختلف عن الديانة والشريعة” !!!

وهنا أعلق بهذه الفائدة:

الدين في لغة العرب = الطاعة والجزاء، ثم صار حقيقة عرفية يطلق على: مجموع عقائد وأعمال يلقنها رسول من عند الله ويعد العاملين بها بالنعيم والمعرضين عنها بالعقاب. ثم أطلق على ما يشبه ذلك مما يضعه بعض زعماء الناس من تلقاء عقله فتلتزمه طائفة من الناس. وسمي الدين دينا لأنه يترقب منه متبعه الجزاء عاجلا أو آجلا، فما من أهل دين إلا وهم يترقبون جزاء من رب ذلك الدين. ولفظ (شرع) في لغة العرب = نهج الطريق الواضح، وفي الاصطلاح = الطريق الإلهي. وفي القرآن: (وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل اللـه ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء اللـه لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله ـمرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون) [المائدة/48]. (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا بإبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه؛ كبر على المشركين ما تدعوهم إليه. الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب). [الشورى/13]. ومنه جاء لفظ (شريعة) = الدين والملة المتبعة. وهو ما جاءت بجل التفاسير المتقدمة والمتأخرة. ولقد جاء لفظ (الشريعة) في القرآن مرة واحدة: (ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون) [الجاثية/18]. وقال المفسرون في الآية أن لفظ (الشريعة) هنا شامل للدين وما فيمن تفصيلات، كما إن في الآية إشارة إلى أن (شريعة) محمد صلى الله عليه وسلم خير من (شريعة) موسى عليه السلام من قبله. وقد كان لفظ (الشريعة) حتى قرون متأخرة = الدين. فنجد كتاب [الشريعة] لـ الآجرّي (توفي 360 للهجرة) وكذلك كتاب [الذريعة إلى مكارم الشريعة] لـ الراغب الأصفهاني (توفي 500 للهجرة)، والكتابان يتحدثان عن الشريعة بمعنى الإسلام ككل = الإيمان (العقيدة) والأخلاق والشعائر والأحكام (ومنها الحدود). ثم حصل التقسيم لاحقا (ومتأخرا)؛ ومن ذلك (مثلا) المتصوفة الذين قسموا الإسلام إلى حقيقة (باطنة) وشريعة (ظاهرة).

“فأنزل الله الشرائع السماوية متدرجة من البساطة وحتى العمق لتشرح الدين للناس. فبدأ بسيدنا آدم، انتهاء بسيدنا محمد”

والخطير في هذه العبارة هي محاكاتها لمفهوم (تطور الدين) الذي يتناسب مع ما يطرحه كثيرا كاتب هذه (السطور الطامة) في لقاءاته التلفزيونية.

لذا في رأيي شريعة سيدنا آدم كانت مرحلة ابتدائية للبشر بحسب وعيهم حينها أو إن جاز التعبير مرحلة تمهيدية أو روضة. والديانة الإسلامية مرحلة ماجستير ودكتوراه يكتمل بها دراسة الدين بكل تفاصيله الذي يريد الله أن يعلمها للناس

سبيلي:مشهد فيديو للشيخ أحمد سالم يرد على هذه الترهات :

وأتساءل بكل براءة: ماذا لو جاء من يقول بأن لديه دراسات عليا بعد الدكتوراه ؟! وهذا ما جرى فعلا عند القاديانية والبهائية وغيرهم.

“وعلى هذا فالأنبياء الأول (آدم وشيت ونوح وسام بن نوح وادريس ويحيى بن زكريا) كان دينهم الإسلام وديانتهم أو شريعتهم هي التعاليم التي نزلت في أول كتاب سماوي والذي يسميه العلماء (الجنزاريا أو الكنز العظيم) وهو أول وأقدم كتاب سماوي وأشار إليه القرآن في سورة مريم”

من هم هؤلاء العلماء (الأشباح) الذي يشير إليهم الكاتب دائما ؟! هل هم علماء (الشرق المنحرف) الذي يستقي منه تعاليمه وشعوذته ؟!

“وسيدنا بوذا” !!!

الرجل يقذف بالغيب، مع جواز هذا الاحتمال عقلا، ولكن وضع بوذا في قائمة الأنبياء المذكورين في القرآن طامة !!! ولكن مداعبة (أهل الشرق) ومنهم (شيوخ الكاتب) وغيره من (المشعوذين الجدد) لابد منها !!!

“أما سيدنا محمد فدينه الإسلام، وديانته أو شريعته هي التعاليم التي جاءت في القرآن ويطلق عليه (العهد الأخير) وهو يؤيد كل الكتب السماوية السابقة ويتمم بها الدين”

والسؤال ذاته مرة أخرى: من الذي أطلق على القرآن هذا الاسم ؟! هل هم نفس العلماء الأشباح ؟! وما هي النتيجة التي يمكن أن نخرج بها من تسمية القرآن بـ (العهد القديم) ؟! أليس في هذا مداعبة لأهل الكتب المحرفة ؟! ثم من أين جاء الكاتب بتأييد القرآن للكتب السماوية السابقة (هكذا بالتعميم، دون تفصيل لما يختلف عنها وما يوافقها فيه) !!!

“وما لا يعلمه الجميع أن الدين تسعون في المائة منه علم نفس”

وطبعا لا عجب من النسب المئوية التي تطلق هكذا !!! أليس الكاتب من أشهر من يقول (الدراسات تقول، الأبحاث أظهرت، الأرقام دلّت) ؟!

“إذن: الهدف من كل الديانات، أن نعبد الله ولا نشرك به شيئا ولا نتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله، هذا هو الشرط الوحيد لكي يكون الإنسان مسلما لله متبعا لأي ديانة ثم يبدأ في التدرج شيئا فشيئا في الشرائع حتى يصل إلى مرحلة الفهم الكامل للدين في الشريعة الإسلامية”

هذه الجملة تختصر مكر الكاتب ودهائه في محاولته لمداعبة (الجميع) والحرص على عدم (إزعاجهم).

“فكم من المسلمين الآن لا يعلمون شيئا عن هذا المنهج ويعيشون في جحيم في الدنيا، وكم من أصحاب الكتب يتبعون المنهج فيعيشون سعداء في الدنيا. المحك هو اتباع المنهج، ليس الاسم الذي تحمله”

هل أحتاج أن أعلق على هذا الهذيان ؟!

“وما جعل اليهود والمسيحيين الآن مسيطرون على رؤوس الأموال في العالم إلا لاتباعهم المنهج الموجود في التوراة والإنجيل والذي أنزل عليهم من الله سبحانه وتعالى”

هذه كلمات تدل على أن الحمّى (النفسية) قد تمكنت من الكاتب حتى بلغ الهذيان حدا خطيرا. وكأن المسيطرين على العالم العولمي (اللاأخلاقي) اليوم هم (متدينون يهود ونصارى) !!!

ثم يستمر الهذيان ليأخذ شكلا (شرعيا) فنقرأ: “وقد أشار الله إلى ذلك في القرآن الكريم فقال في سورة المائدة: ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم، منهم أمة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون” !!!

ومن نافلة القول إن الكاتب لا يكاد يلقي بالا لتفسير المفسرين المتقدين والمتأخرين لما جاء في الآية (وما أنزل إليهم من ربهم) على أنه (القرآن)، فهل أهل العولمة اليوم أقاموا ما في القرآن ؟!

“وأشار بوضوح إلى أن من أتباع التوراة والإنجيل أمة مقتصدة. يعني ليسوا كلهم كفار كما يقول من لا يعلمون، وهذا لا يمنع أن كثير منهم ساء ما يعملون، ساء ما يعملون لكن ليسوا كفار، فالحروب مثلا التي تحدث في العالم، ساء عملهم فيها، لكن ليس معنى هذا أنهم كفار”

“من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون؛ وهذا الكلام أيضا لكل الديانات، قلت لكم من قبل، الله لا يميز بيننا بالمسميات وإنما بالأفعال والقلوب، إيمان وعمل صالح؛ فالمسيحي الذي يؤمن بالله ويعمل عملا صالحا هو خير عند الله من المسلم الذي يؤمن بالله ويسب ويكفر الناس ويحكم عليهم ويعامل الناس بالكذب والسوء” !!!

وتستمر المداعبة وتلحقها المداهنة، ويسيطر عليها كلا الجهل والشعوذة أيضا !!!

“ولهذا عندما ترك الناس التدبر والتفكر وإعمال العقل في الكتاب والسنة، واتبعوا آراء السابقين بعلمهم القليل والعلوم البسيطة التي كانت تسود الدنيا أيامها، ضلوا وضاع المسلمون في ظلمات تفسيرات بعض البشر السطحية لكلام الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم” !!!

باختصار: سفه وقلة أدب مع السابقين. وهذه شنشنة أعرفها من أخزم، ولغة اعتدناها من (المشعوذين الجدد).

“ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون؛ والصالحون هنا معناها الصالحون لعمارة الأرض بالتكنولوجيا والتطور والتقدم”

تفسير ديجيتال

“لذا إن أردت أن تعلم من هم عباد الله الصالحون، فانظر إلى من ورث الأرض اليوم”

نعم، انظر أيها القارئ وأيتها القارئة إلى الصالحين الذين ورثوا الأرض اليوم: أهل الغرب الملاحدة والمتشككين والمسوقين للتفكك الأسري والانحلال المجتمعي والشذوذ الجنسي !!! هؤلاء هو الصالحون في نظر أهل الشعوذة الجديدة !!!

“ترى من استخلفهم الله في الأرض اليوم؟ هل يستطيع مخلوق أن يقول إنهم غير مؤمنين بالله وحده لا شريك له؟ لو قلت غير ذلك فهذا معناه أن الله يكذب، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا”

أقول: أو معناه أنك لا تفهم القرآن ولا الاستخلاف ولا حتى سنة الله في تدويل الأيام بين الناس !!!

“المسيحيون اليوم الذين يعبدون الله على منهج سيدنا عيسى الصحيح، جعلهم الله فوق الذين كفروا، وجعلهم أسياد على العالم” !!!

والسؤال هنا: أين هم هؤلاء (المسيحيون على منهج عيسى الصحيح) ؟! ومن هم (الكافرون) الذين تسيد المسيحيون عليهم ؟! نحن ؟!

وتحت عنوان (التكبر والتعالي) كتب:

“ونجح إبليس في ذلك فبدأ أصحاب الديانات في التعالي، اليهود يقولون لن يدخل الجنة إلا اليهود، ثم النصارى يقولون لن يدخل الجنة إلا النصارى” ثم كتب: “ليست الجنة بالتعالي والكبر ولا بالمسميات (يهودي، نصراني، مسلم، مسيحي، إلخ)”

والسؤال هنا: ما علاقة تعالي (أهل الديانات) بالمسميات ؟! أم إنها مضغة تلوكها ثم تعود لبصقها كل حين ؟! وما الفرق بين (النصراني والمسيحي) لتكرر لفظيهما ؟! هل يعرف الكاتب ذلك ؟!

“وصدقوني، لن تجدوا دليلا واحدا من القرآن أو السنة يقول إنه لن يدخل الجنة إلا المسلمون وأصحاب الديانة الإسلامية فقط”

وماذا عن (إن الدين عند الله الإسلام، ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه) ؟!

“الله يتعامل بإسلام القلب والإحسان مهما كانت الديانة”

أهلا وسهلا 

“أريد أن أخبركم شيئا صادما، كل الكتب السماوية بلا استثناء تم تحريفها، وهذا ينطبق على الجميع بما فيها القرآن”

لم يصدمني هذا الكلام أبدا، فمثلك يتوقع منه أكثر من هذا. ولهذا فلن أضع علامات تعجب هنا. 

“الآيات واضحة جلية لمن يتدبر، تشير إلى أن هناك مجموعة من اليهود، ولم يقل نهائيا النصارى أو المسيحيين، يحرفون ويبدلون كلام الله”

أكاد أقسم أن هذا الشخص لم يقرأ معنى كلمة (يهودي) في العهدين القديم والجديد؛ ولا يعرف أن مفردتي (النصارى والمسيحيين) متأخرتان.

“ركز معي، يبدلون كلام الله، لم يقل التوراة، أو الإنجيل، أو القرآن، وهذا معناه أن كلام الله في كل الكتب السماوية، تدخل بعض اليهود لتبديله وأن هذا منهجهم منذ زمن، لذا فكل الكتب لم تسلم من هذا التبديل فيها”

لا والله “فتك” يا ولد. من أين لك بهذا المنطق المليء بالمغالطات؟! لعله من (التأمل الارتقائي) ؟!

“إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون؛ فالذكر الذي نزل في التوراة محفوظ، والذكر الذي نزل في الإنجيل محفوظ، والذكر الذي نزل في القرآن محفوظ”

هنا، أرجوكم فقط أن ترجعوا لتفسير مفردة (الذكر) من أي تفسير قديم أو حديث. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

“ولكن لأن الشيطان يريد أن يلعب لعبته ليتحارب الناس ويتعالوا ويهين بعضهم بعضا، أوهم بعض العلماء أن كلمة الذكر هنا معناها القرآن، هم علماء أجلاء”

صحيح ؟! علماء أجلاء ولكنهم (لعبة) في يد الشيطان ؟! أما أنت أيها (العالم النطاسي البارع) فالشيطان منك براء !!!

“وأنا اطلعت على الكثير من الأبحاث لمعاهد رائعة في الولايات المتحدة الأمريكية تفحصت الإنجيل وأخرجت العديد من النسخ المحرفة واستقروا على النسخ الأصلية التي فيها الكثير من الذكر الذي من المؤكد قد حفظه الله كما قال في القرآن الكريم”

لماذا أجدك دائما مطلعا على أمور لا يعرفها غيرك (مثل الأبحاث الروسية عمن يتنفسون تحت الماء، والأبحاث النفسية المختلفة) ؟!

“ولقد وقع تحت يدي نسخ كثيرة من القرآن الكريم خلال السنوات الماضية فيها تحريف في بعض الآيات وفيها تحريف في سور كاملة. لذا ينبغي على كل مسلم الآن أن يتأكد هل المصحف الذي بين يديه هو الصحيح أم فيه تحريف”

بالله عليكم، قوموا الآن، اهرعوا إلى مصحف المدينة المنورة (طبعة الملك فهد) لتتأكدوا منها، لأن علماء (الوهابية) ليسوا حريصين على (القرآن) كحرص (الشيخ العلامة)، كما إن علماء (جزيرة العرب) ضالون لأنهم (تبعوا آراء السابقين بعلمهم القليل والعلوم البسيطة التي كانت تسود الدنيا أيامها) وهم ممن (أوهمهم الشيطان أن كلمة الذكر هي القرآن) !!! الله المستعان.

انتهى الجزء الأول، وهناك جزء ثاني من هذه الطامة؛ لم أعطه وقتا لأنني، والله، أشعر بشيء من الشفقة على نفسي منه.

لكن خذوا هذه الكلمات من الجزء الثاني:

“كثيرا ما يسألني الناس، كيف تفهم الآيات بهذا الفهم، كيف تستطيع بسهولة الدمج بين الدين والعلم” !!!

لافتة: بعيدا عن الإخطاء الإملائية التي حررتها بنفسي، فإن علامات الترقيم والنحو في كلام هذا (العلامة) = طوام أخرى !!!

وهنا رابط الحلقة التي ذكرتها في المقدمة:

وهنا رابط ردي عليها وعلى رسالته التي تحمل نفس المعاني.

اللهم اهد أحمد عمارة وأعذه من شر نفسه

اللهم اجعلني قويا في الحق ضعيفا في الباطل

عبدالرحمن ذاكر الهاشمي
طبيب واستشاري العلاج النفسي والتربوي
الجمعة 25/10/2013